الثلاثاء، 22 يناير 2013


الإعتراف بالجميل وفرمانات حفر قناة السويس .. بقلم : حسين الشندويلى حسين الشندويلىنشر في الإسماعيلية برس يوم 13 - 11 - 2012 ان الاعتراف بالجميل من سمات الشعب المصرى ومن سمات حكام مصر ومن يعاشر المصريين يصبح واحدا منهم وهذا ما يخبرنا به التاريخ. لقد كان الكونت" ماتيو دى ليسبس" والد" فرديناند دى ليسبس" جنرالا وقنصلا لفرنسا بمصر، فطلب منه نابليون الاول ان يبث نفوذ فرنسا بين الاهالى و ان يختار من بين المماليك من يكون عين وعقل فرنسا بمصر وان يدعمه ويؤيده عند الباب العالى بتركيا ليتولى باشاوية القاهرة فوقع نظره على " محمد على الضابط الالبانى" وعلمه كراهية الاتراك والانجليز وحببه فى الفرنسيين. يشاء السميع العليم ان يرزق الجنرال ماتيو دى ليسبس بولد هو " فرديناند دى ليسبس" فى عام 1805 نفس العام الذى تولى فيه محمد على باشا ولاية مصر بمساعدة دى ليسبس الاب. كان على المدين بالجميل ان يعترف به ولا ينكره لقد فتح لمحمد على باشا وابناءه من بعده ابواب المجد لوراثة حكم مصر والسودان حتى كانت نهضة مصر الاقتصادية والعسكرية بفضل فرنسا وتقدمها. عمل فرديناند دى ليسبس مع والده بتونس الى ان مات والده سنة 1832 ثم انتقل الى مصر ليعمل بالقنصلية الفرنسية وكان فى استقباله محمد على باشا الذى احتفظ بالجميل وجعل فرديناند دى لسبس صديق شخصى للامير محمد سعيد ابن محمد على باشا تربى معه ولم يخرج الا معه وكانه اخ وليس صديق فقط اعترافا بجميل والده. من هنا كانت الحكمة حينما قال دى ليسبس : " الان ادرك لماذا تحمل فرعون مصر ( سيدنا) موسى ولم يقصيه من بيته او يطرده من بلاده فلما عرفت الشرق وعاشرت محمد سعيد باشا علمت السبب وعذرت فرعون وعرفت ان الشرقى يعد من عرفه صغيرا او نشأ معه صار واحدا من اهله محسوباً عليه فكل ما يعمله محمول منه". من هذه المقولة نعلم ان " فرديناند دى ليسبس" صار شيئا فى بلاط محمد على باشا وكأنه احد ابناءه حتى سنة 1839. وكانت نصيحة محمد على باشا له : " اذا عرض لك يا بنى امر هام فى هذه الحياة الدنيا فلا تعول فيه الا على نفسك وان كنتما اثنين فيه فواحد منكما زيادة". انتقل فرديناند دى ليسبس الى وظائف سياسية اخرى بمدريد واخرها شغل منصب وزير مفوض لدولته بروما وفصل من هذا المنصب لخلاف بينه وبين حكومته فى رفض اتباع سياسة الامبراطور نابليون الثالث. وعقب اغتيال عباس حلمى الاول تولى محمد سعيد حكم مصر ومن ثم كانت طلبات ومشاريع دى ليسبس اوامر للصداقة القديمة واعترافاً بالجميل وتم التصديق على فرمان الامتياز الاول 30 نوفمبر 1854 وفرمان الامتياز الثانى 5 يناير 1856 ومن ثم كان حفر القناة وافتتاحها للصداقة وللاعتراف بالجميل فى 17 نوفمبر 1869 فى عصر الخديو اسماعيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق