الجمعة، 22 يوليو 2011

قناة السويس ملحمة وطنية

حسين الشندويلى
شباب مصر : 09 - 06 - 2011

نعم لقد كانت القناة ملحمة وطنية ينظر اليها الغرب المتحضر نظرة القرصان الى الفريسة وهى ما زالت جنين فى رحم مصر العثمانية وكان الصراع بين قطبى العالم على اشده بين انجلترا وفرنسا اواخر القرن الثامن عشر الميلادى وكان بينهما مصانع الحداد للهيمنة على العالم.
ارتأى نابليون القائد الفرنسى ان احتلاله لمصر سوف يقضى على مصالح انجلترا فى الهند و كذلك يرى اذا كانت الهند درة التاج البريطانى، فمصر ستكون لؤلؤة الامبراطورية الفرنسية و من ثم كانت الحملة الفرنسية على مصر 1798م .
احضر نابليون مع حملته مجموعة من العلماء لدراسة كل شىء عن مصر وخرجت بكتاب موسوعى يسمى "وصف مصر" وكلف جاك مارى لوبير بدراسة مشروع يربط بين البحرين الابيض والمتوسط واستغرقت الابحاث سنة كاملة وانتهت الدراسة بأن البحر الاحمر يرتفع عن المتوسط بمقدار ثمانية امتار ونصف وان المشروع سوف يغرق البلاد .
هذه الدراسة لم تكن الاولى للربط بين البحرين ولكن سبقتها دراسات قديمة ترجع الى قناة الفراعنة 1887 قبل الميلاد تسمى بقناة "سيزوستريس" والتى ردمت عدة مرات ثم استخدمها عمرو بن العاص والى مصر ثم ردمها ابو جعفر المنصور خليفة المسلمين وكانت تعد اقدم قناة بحرية فى العالم اى ان الفكرة فرعونية و اسلامية ترجع الى سبع وثلاثون قرناً من الزمان.
رحب محمد على باشا" 1805- 1849" ب اتباع سان سيمون الذين قدّموا مشروع لحفر القناة لخدمة السلام العالمى ورفض الفكرة خشية ان تجلب الاستعمار والعار وتسلب ملكه الى الابد.
في عام 1841 اهتم لينان بمشروع شق القناة والعمل على تجاوز الفارق فى الارتفاع عن طريق الاهوسة لاحكام تصريف المياه وارسل دراساته الى قنصل فرنسا ومن ثم الى دى لسبس " نائب القنصل الفرنسى" الذى كان يهتم بملف القناة منتظراً الفرصة المواتية لتنفيذه.
فى عام 1846 اشترك اتباع سان سيمون فى تاسيس جمعية للدراسات الخاصة بقناة السويس واوفدت بوردالو للقيام بالاعمال الطبوغرافية ومسح برزخ السويس وانتدبت الحكومة المصرية المهندس" لينان" فأثبت كلاهما ان الفارق بين منسوب البحرين طفيف لا يذكر وان دراسة" لوبير" السابقة يشوبها خطأ فى مسح البرزخ.
رفض محمد على باشا مشروع القناة بشدة خشية ان يجعل من مصر بسفورا آخر ومصدر لغزو البلاد واحتلالها فكان الرفض المتكرر خوفا من الاستعمار الذى قلص حدود ملكه فى فرمان 1841 وجعله قاصرأً على مصر والسودان .
احتفظ فردينان دى لسبس بجميع المشروعات السابقة واعتكف على دراستها وعرضها على لجان متخصصه لكيفية تنفيذ هذا المشروع فهو يرى ان هذا المشروع لايقل شيئاً عن بناء الاهرامات الثلاثة التى استغرق بنائها عشرون عاماً بالسواعد المصرية اما القناة ستحتاج الى جهد ووقت كبير فهى بمثابة هرم رابع .
استطاع دى لسبس بعقليته السياسية وحبه للمناورة ان يجعل من هذا المشروع حلم حياته وان يجنى من ورائة ما لم يحققه احد من قبله او بعده ، فاعتزل السلك الدبلوماسى مجبراً وقوّى علاقتة بالامير محمد سعيد الذى تولى حكم البلاد خلفا للخديو عباس ومن ثم كانت طاقة القدر فى انتظاره؛ لتحقيق المشروع ولكن سمح لضميره الميت بسرقة احلام سابقيه لينسب هذا العمل الجلل الى نفسه دون وازع من الدين والاخلاق ليقترن اسمه بالقناة حياً وميتاً فخلوده اصبح من خلود القناة .
فبأصراره وبحسن لباقته ومراوغته فى فن السياسة و الحوار ان يسلب عقل الخديو محمد سعيد الذى وافق على المشروع دون تفكير فعقليته السياسية وتجاربه الحياتية لم تبلغ النضج مقارنة ب محمد على باشا ووقع فريسة دى لسبس الدبلوماسى النصاب وبمقارنة بين الجد و الحفيد نرى انه لم يكن شيئاً فى نبوغ ونضج عقل جده الذى كان يرى بعقله ما لم يراه احد من الحكام والملوك على وجه الارض و كان يدرك ما لم يدركه الكهنة والسحرة .
ان الدرس الذى سجله التاريخ عن رفض مؤسس مصر الحديثة لمشروع القناة اهمله ابناءه واحفاده فكان الاستعمار وسقوط البلاد صرعى فى ايدى الانجليز يأكلون خيرها ويستعبدون ابناءها .
فكان افتتاح القناة فى 17 نوفمبر 1869 ذلك الافتتاح الذى جلب الاستعمار الانجليزى سنة 1882 لتكون مصر مستعمرة انجليزية لسبعة عقود من الزمان اصاب البلاد بالتخلف والفقر والجهل وتكون القناة قاعدة انجليزية شاركت فى الحربين العالمية الاولى والثانية .
تخلصت مصر من الملكية فى ثورة 1952 وتأممت القناة فى 1956 والانتصار على العدوان الثلاثى فى نفس السنة وتوقفت الملاحة فى يونيه 1967 وكبد اغلاق القناة اصحاب السفن خسائر فادحة للدوران حول رأس الرجاء الصالح وفى 29 مارس 1975 فتحت القناة بفضل البطل محمد انور السادات ومن ثم بدأت مراحل تطوير القناة بالاستعانة ببيوت الخبرة الاجنبية" ماونسيل وسيجرية والجايكا" لفترة من الزمن حتى تحولت هيئة القناة الى بيت خبرة لتقوم بالتوسيع والتعميق من خلال ابناءها وكراكاتها معتمدين على اكبر مركز ابحاث فى الشرق الاوسط اسس سنة 1961 لدراسة الشواطىء والموانىء .
انها بحق ملحمة تاريخية ووطنية فهى بمثابة عروس تصارعت الدول من اجلها وابت ان تكون لاحد إلا للمصريين لتعوض المصريين عن كثير من ما فقدوه على ايدى المستعمر .
حسين الشندويلى
رئيس مكتبة الابحاث

ثورة بلا رأس

حسين الشندويلى
شباب مصر : 13 - 06 - 2011

هل حقا ثورة 25 يناير ثورة بلا رأس كما تطالعنا الصحف؟ كلا وألف كلا فهي ثورة كاملة لها رأس وجذع وإطراف رأسها" الإجماع" وهو اتفاق الأمة و كافة الأطياف السياسية على رفض الظلم والقمع والطغيان ، وجذعها الشعب الرافض للعبودية والاستغلال لمصالح الطبقة الرأسمالية المستغلة والطبقة الدكتاتورية الحاكمة والهوة واسعة بين الشعب وهاتين الطبقتين كالسماء والأرض إلا إذا قام الشعب بتصحيح الأوضاع من خلال الثورة على الفساد و إصلاح وتعديل القوانين التي خدمت تلك الفئة الظالمة الفاسدة.
لذا كان الشعب ( المجني عليه) يعانى من إرهاب السلطة التنفيذية التي تحمى الحاكم ونظامه حتى ولو كان نظامه فاقد للشرعية ونسأل أنفسنا هل هو جهل بالقانون أم مخالفة القانون لتبنى سياسة الدولة البوليسية ؟ فالحاكم ما هو إلا أدارى ومن ثم جاء مصطلح وقانون الإدارة العامة فالدولة عبارة عن شركة ومن حق تلك الشركة إن تطيح بمديرها وقتما تشاء عندما يفشل في إدارتها فالحاكم ليس إله مقدس يعبد بل هو بشر يحاسب على أخطاءه كما تحاسب الرعية لقد انتهى عصر الآلهة الفراعين.
لقد نجحت الدول البرلمانية في إرساء قواعد الديمقراطية ومعاقبة الحكام عند فسادهم أو حال التورط في الفساد ، حتى إن إسرائيل استطاعت إن تمارس الديمقراطية و تحاكم شارون وابنه للرشوة وكذلك محاكمة اولمرت في قضايا الفساد وهم جميعا على رأس النظام ؛ لان الديمقراطية الحق هي أساس التقدم والرخاء.
وإطراف الثورة هم القائمون على تنفيذ أهدافها وهم ممثلي كافة الأطياف السياسية ؛ للخروج بالمجتمع من دائرة الظلام الى الضؤ ومن الغرق الى النجاة.
إذن عبارة ثورة بدون رأس لا يجوز إن تقال لأننا تعودنا إن يكون لكل شيء رأس أو بطل كما في الأفلام والمسلسلات و في القصص والروايات وجميع الشخصيات تدور في فلك الشخصية الرئيسية وهذا هو النظام الكلاسيكي إما ألان لا وجود للرأس في القصة والرواية لان الشخصيات جميعهم أبطال كلا في موقعه ولكن الفارق في الأهداف السامية التي تحمل على عاتق كل منهم لذا لا وجود للبطل الكلاسيكي الذي يكون له بداية ونهاية ولكن الشعب هنا في ملحمة الثورة هو البداية والنهاية هو الرأس حتى الجنين في بطن أمه له رأس حتى ولو لم يكن له شخصية قانونية لكونه عالة على أمه ولكن عندما يرفض حياة الرحم ويشعر بضيقه يرفس تلك الحياة ليريد رحم اكبر وأوسع من رحم أمه آلا وهى الحياة والدنيا بأكملها و الهروب من عالم التواكل والتطفل الى عالم النور والحرية والاعتماد على النفس هكذا الشعب عندما لا يجد نظام لا يفي بجميع متطلباته فلا بد من تغييره بنظام يفي أغراضه ومتطلباته وان يرفس ذلك النظام الدكتاتوري الفاسد و استبداله بنظام يحقق طموحاته.
حسين الشندويلى
رئيس مكتبة الأبحاث
هيئة قناة السويس

كيف نقهر اسرائيل؟

حسين الشندويلى
شباب مصر : 15 - 06 - 2011

ان الامة العربية بعد هزيمة يونيو 1967 اصبحت فى مواجهة كل القوى الاستعمارية الطامعة فى الوطن العربى وهى معركة تؤكد ان ليس للنصر فيها بديل من اجل استعادة كل الارض المحتلة دفاعا عن وجود الامة العربية ذاته وان التراخى أوالتفريط فى هذا الحق معناه استسلام القطيع للذئاب.
ان تحرير الاراضى العربية ليس قاصر على العمل العسكرى فحسب بل هو اخر مراحله والمفروض ان كل جندى فى ارض المعركة خلفه بضعة اشخاص فى مجالات اخرى تعد للمعركة وتخدمها وتدعمها فى كافة المجالات ألا و هم "العلميون العرب" ودورهم لايقف عند المساهمة فى البناء بل يمتد الى دراسة العدو وقدراته وظروفه حتى تتوفر الرؤية السليمة لحجمه وقوته دون مبالغة التهويل او التهوين.
ان النكسة التى حدثت فرضت حتمية اعادة النظر فى برامج التعليم التى ما زالت تحمل بصمات الاستعمار ،فاصبحت الامة العربية فى حاجة الى تعليم له مقومات معينة لابد من الاتفاق عليها فى اطار من النظرة الموضوعية الى التراث العربى على الصعيد العام مع ضرورة الربط بين العلوم الطبيعية والانسانية دعما لقيمنا الاجتماعية التى نحتاج اليها اكثر من اى وقت مضى دون ان يغيب عن الاذهان وجود العدو الاسرائيلى الامريكى فى قلب الوطن العربى.
ان المؤسسات التعليمية العربية قد اغفلت دراسة العدو الاسرائيلى سواء فى العلوم الانسانية او الطبيعية منذ ان سرقت الصهيونية وعد بلفور سنة 1918 فى غفلة من العمل العربى.
بينما تجند الجامعة العبرية كل مؤسساتها العلمية لدعم وجودها الاستعمارى على الارض العربية مع الاحاطة الجارية لكل ما يتعلق بالدول العربية من دراسات انسانية او علمية ، فهى الى جانب ما تدرسه عن القوى الاجتماعية ونظم الحكم فى العالم العربى تدرس برامجه العلمية واعمال العلميين العرب وقد بَدَا ذلك من اهتمام اسرائيل بجمع ودراسة الابحاث العلمية العربية التى عرضت على مؤتمر جنيف للتكنولوجيا عام 1964 لتحديد ابعاد الجهد العربى ، اكثر من هذا ان هيئة اليونسكو فى اجتماعها بجنيف سنة 1960 بعد ان درست خطط التنمية فى الدول النامية كتبت عن خطة الدول العربية فى التقرير العام وانه يجب الاحتذاء به فى كل الدول النامية وكانت اسرائيل عضوا فى لجنة الثلاثين التى ناقشت الخطط المعروضة وبينها العربية وانها استجابت لتوجيه اليونسكو وبالفعل سارعت بإعادة تنظيم الجهاز العلمى عندها بينما تعثرت الخطط العربية ويعنى ذلك ضرورة تكامل العمل السياسى والعلمى حتى يتحقق قدر كبير من الاستقرار للتنظيمات العلمية فى العالم العربى بحيث تفرز متخصصين فى كل مجالات النشاط الاسرائيلى وليس سرا ان لدى اسرائيل متخصصين فى جيولوجيا العالم العربى وبتروله وفى كل المجالات خدمة لمعركة دعم وجودها الاستعمارى وتوسيع دائرته على حساب الوطن العربى.
فالعدو قد اعد نفسه للحرب فى اى وقت ببناء الجدر العالية و ضرب الانفاق الفلسطينية وتدميرها وكما وفر المخابىء على مسافات محددة بنسبة وجود السكان فى الحى حتى يضمن اقل خسائر اثناء الغارات التى قد تتعرض لها مدنه والغريب ان ديلسبس حين شق قناة السويس وضع تخطيط مبانى الشركة على اساس وجود مخابىء ومخازن تحت كل بناء تقديرا منه لحيوية الموقع ،على العكس فى المقابل ان الدول العربية تفتقر الى العمق الاستراتيجى فى مواجهة العدو فلا المبانى ولا الاحياء قد شيدت بها مخابىء بل ان الثروة العربية للدول المحيطة باسرائيل تركت على قرب من خطوط العدو او خلفها مباشرة مما جعلها صيدا سهلا فى متناول اسرائيل كلما ارادت توجيه ضربة انتقامية فادحة الثمن مع انه كان لابد من توزيع هذه المنشآت على اكثر من موقع بعيدا عن خلفية خطوط القتال حتى ولو كان ذلك يتعارض مع قواعد الاقتصاد او على الاقل لابد من توفر دراسات علمية لهذه الدول العربية القدرة على فك المنشآت الصناعية واعادة تركيبها فى منا طق اخرى وبسهولة .
ان اسرائيل تدرب جواسيس وعملاء لسرقة الابحاث العلمية مثل حادثة سرقة اسرائيل لتصميمات محركات الطائرات الميراج من سويسرا لدعم صناعة الطائرات النفاثة فى اسرائيل وتوفير قطع الغيار لها حفاظاً على أمنها ومن ثم يجب على العرب دعم الجهد العلمى فى مجالات الاختراع وليس التفكير فى اغلاق قسم هندسة الطيران او قسم من اقسام البحث الذرى.
ان التعاون الصهيونى الليبرالى جعل الولايات المتحدة ترفع قيود الهجرة اليها بعد هزيمة 1967 عن العالم العربى مما يستحيل معه تخيل عدم وجود علاقة بين معركة المصير العربية وعملية سرقة العقول العلمية العربية الى الولايات المتحدة وهذه مؤامرة قذرة حتى لا تنهض الدول العربية من رقدتها لان العلم وحده قادر على تحضر وبناء الدول واعداد جيل من العلميين كافى لسحق اسرائيل وما وراء اسرائيل فى بضعة سنين.
حسين الشندويلى
مكتبة الابحاث
هيئة قناة السويس

الثورة وتطهير النفس

حسين الشندويلى
شباب مصر : 23 - 06 - 2011

ما اكثر الغباء والجهل وما العن شهوتى البطن والفرج ، نغذى اجسادنا ونقويها ونهمل ارواحنا ونبكّيها اسأل نفسى غذاء الجسد ام غذاء الروح ؟ فالنفس تسعى الى الشهوات والشيطان يزينها والنفس الأمارة تؤولها وتبيحها وان كانت غير مشروعة كقبول الرشوة والعطية والسرقة والاختلاس مقابل ضرب اللوائح واختراق القوانين ويحدث هذا فى كافة المصالح العامة والخاصة والنفس الضعيفة تطرح جانباً المبادىء واحكام ونواهى الدين ؛ لتغوص فى الوحل والدنس الشيطانى مرتكبين كبائر وخطايا فى حق العباد وحق رب العباد وتكون النتيجة الانهيار التام لمنظومة الدولة بأكملها فاذا ما سلك اصحاب النفس الشريرة السبل المعوجة وهذا ما حدث فى ظل النظام السابق فلا بد من التطهير من كل شخصية تسعى الى الثراء بالطرق غير المشروعة على حساب الدولة وقوت الشعب ولابد من وقفة جادة من هؤلاء فهم معروفون لدى العاملين فى كافة المصالح ويجب مراقبتهم ومعاقبتهم والتبليغ عنهم حتى تنهض البلاد .
ان فوبيا السلطة والأنا يشجعان تلك الفئة الفاسدة فى اكل اموال الناس بالباطل وضياع حقوقهم فأذا ما كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة اهل البيت الرقص، واذا كان رأس النظام فاسد فلابد ان يكون العاملين به فاسدين ومن ثم تنتقل عدوى الفساد الى كل مكان وبالتالى يصبح كل شىء بمقابل حتى الهواء سيكون بمقابل ومن هنا تكون اعمدة المجتمع وهنة ضعيفة مصيرها الى الانهيار والزوال.
ان الفساد المستشرى فى النظام السابق اصاب الاقتصاد بالتضخم لحساب فئة قذرة فاسدة تكنز من اجل خلود بلا موت والشاهد خروج اموال البلاد الى الخارج بالمليارات على ايدى اناس ماتت ضمائرهم وسكنت اجسادهم الشياطين فكان الفساد والخراب،وتجاوزت السرقة الى القتل العمد بأذهاق الارواح وتسليط كلاب الحراسة على شباب الثورة ليموتوا صرعى بأيدى فئة معصوبة العينان عليها السمع والطاعة
.
من ثم كانت حكمة الله ومشيئته ان يأتى الخلاص على ايدى الابناء ونجح الابناء فى ما فشل فيه الاباء وما غفلوا عنه لانهم يدركون ان حياة النفس بالروح وحياة الروح بالذكر وحياة القلب بالعقل وحياة العقل بالعلم.
يقول على بن ابى طالب كرم الله وجهه:
ان المكارم اخلاق مطهرة : فالعقل اولها والدين ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها : والجود خامسها والعرف ساديها
والبر سابعها والصبر ثامنها : والشكر تاسعها واللين عاشيها
والعين تعلم من عينىّ محدثها : ان كان من حزبها او من اعاديها
والنفس تعلم انى لا اصدقها : ولست ارشد الا حين اعصيها
لقد انتهى عصر الدابة المعصبة العينان يحركها سيدها كما يشاء ويسخرها لخدمته كما يشاء فنحن سويا شركاء فى ادارة الوطن والبلاد وصوت الشعب فوق صوت السلطات الثلاث اذا ما كانوا على باطل وحتما لن تاخذنا الحياة الى طرق مسدودة ، ولن نرى الظلام بعد اليوم.
حسين الشندويلى

حسين الشندويلى: السيناريو الاسود ما بعد الثورة

حسين الشندويلى
شباب مصر : 02 - 07 - 2011

لم تكن الثورة البيضاء وليدة أطفال وأحلام يقظة يعبث بها ، ولكنها وليدة بركان خرج من الأحشاء ليقول لا ولا ولا جملة اعتراضية عجز الآباء والأجداد عن قولها في زمن قالت فيه المجالس النيابية والمحلية نعم نعم نعم في ظل النظام الفاسد السابق حتى أغرقت البلاد وعجت بالفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
كانت أولى طلبات الثورة تغيير النظام السابق وإلغاء قانون الطوارئ وحل جهاز أمن الدولة، وإعطاء الشعب الحرية المطلقة في التعبير عن الحرية التي كفلها له الدستور بالاعتراض أو التأييد.
ماذا يحدث للبلاد في حالة الاستهتار والاستهزاء بمطالب الشعب ورجوع الحكم المطلق و قانون الطوارئ وامن الدولة واستعلاء الشرطة ورجوع الفساد مرة أخرى على ايدى أناس آخرين .
اعتقد إن حال البلاد سيقف و البورصة ستنهار بالكلية و السياحة ستضرب ضربة قاتلة ولن تعود على الإطلاق و الآثار ستتحطم و البنوك ستحرق و أنابيب الغاز ستضرب وان المظاهرات ستقضى على الأخضر واليابس ليس هذا فحسب بل سيكون العداء القاتل بين الشعب والشرطة في كل مكان لوقوع خسائر في الأرواح ولن يسكت عنها الشعب على الإطلاق فستحرق الأقسام والسجون وسيباح قتل العساكر والضباط وسيهرب المساجين الجنائيين فتكون البلاد مرتع خصب لانتشار الجرائم والبلطجة ، وان الجيش سيقف على الحياد وإذا اخطأ ورفع السلاح في وجه الشعب؛ سينقسم الجيش على نفسه وسيحدث تطهير في صفوفه ونحن ليس بعيدون عن السيناريو الليبي .
لكن في هذا الوقت سيذهب لتأمين الحدود مع إسرائيل؛ لخشية إسرائيل على نفسها وقد تُحتل سيناء لتشتيت القوات المصرية لتأمين الثورة وحماية المرافق العامة وفى هذه الحالة سيتقبل الشعب الحكم الثيوقراطى وستكون مصر إيران آخر ولكن ستعزل مصر عن العالم الغربي المتحكم والمهيمن في الشرق الأوسط .
السيناريو الأخر إن تتحول مصر الى لبنان آخر وسيكون العداء بين المؤسسات الدينية فقط لاختلاط النصارى بالمسلمين في كافة الأماكن ولكن العداء سيتجه نحو القرى المسيحية في الصعيد.
في هذه الحالة سيخرج المارد الصهيوني من القمقم ليبسط يديه في كل مكان لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى والسبب عدم تحقيق أهداف الشعب الراغب في الاستقرار والتقدم من اجل حياة كريمة وعدم الأخذ بمسلمات الشعب وأهداف الثورة ستكون العاقبة وخيمة
لذا يجب التريث وعدم التهور من قِبَل الحكومة الانتقالية و عدم الاستماع الى أصحاب الأقلام ضعيفة النظر التي تطلب استخدام الشدة والعنف مع بعض التيارات ، للخروج بالوطن من هذا النفق المظلم فكلما اتسعت مساحة الحرية وتغلغلت سيكون الأساس متين وستنعم البلاد بالرخاء والدفء والحياة الكريمة.
وان الحياة الهادئة الكريمة لن تأتى إلا بنظام برلماني على شاكلة تركيا والعديد من الدول الغربية لمحاكمة المسئول عن جرائمه أمام الشعب وهذا النظام يتقبله جميع المصريين لأنهم سقموا الحكم الدكتاتوري المطلق الذي بدوره يحول الدولة الى دولة بوليسية تخدم الحاكم وتعادى الشعب .
حسين الشندويلى
هيئة قناة السويس


.

الشرطة ... الامن والامان

حسين الشندويلى
شباب مصر : 21 - 07 - 2011

الم يحن الوقت للصفح عن الشرطة والعاملين بها ؟ فالشرطة أساس الاستقرار ورومانة الميزان في معادلة الأمن والأمان في المجتمع .
عندما غابت الشرطة شعرنا جميعا بمدى الأخطار التي تواجهنا حيث الانفلات الامنى وانتشار ظاهرة البلطجة والكثير من الجرائم والفتن .
نعم وبصدق كنا مخنوقين من الشرطة ليس الشرطة بأكملها ولكن من بعض الذين أساءوا إليها عن طريق الطاعة العمياء أثناء الثورة بكافة ميادين مصر حيث سقوط الشهداء صرعى، مما اثأروا سخط الشباب المتحمس والشعب الشاعر بسرقة حريته على مدار ثلاثين عام في ظل نظام ينتشر فيه الفساد كالسرطان، نعم كان هناك ظلم من جانب النظام السياسي السابق ومن جانب امن الدولة الذي تسبب في إلحاق الأذى بكثير من المعتقلين السياسيين ولكن كانت الأوامر وطبيعة أعمالهم تستدعى ذلك فهم مسيرون من قبل النظام السابق وينفذون أوامر السلطات دون تحكيم عقولهم لان طبيعة عملهم الحفاظ على النظام مهما كانت الأسباب.
كذلك كان رد فعل الشعب والثوار اتجاه امن الدولة رد فعل طبيعي والشاهد على ذلك إن السادات عندما اعتقل على ذمة قضية أمين عثمان عانى من التعذيب وتقييد الحرية وعندما تقلد رئاسة الجمهورية حطم جزء من سور ليمان طره مشبها له بالباستيل الفرنسي.
إن عودة الثقة بين الشعب والشرطة ستعود ولكن عندما تثبت الشرطة مع الوقت أنها مع الشعب شكلاً وقالباً، وكما قال الشيخ أبو بكر الطرطوشى رحمة الله:
والناس أكيس من أن يحمدوا رجلاً : حتى يروا عنده آثار إحسان
فعقد الصلح بين الشعب والشرطة لابد وان يكون مبنى على الحب والتعاون والثقة وليس مبنى على علاقة السيد بالخادم كما قال احد مديري الأمن بدلتا مصر، فنحن جميعاً في دولة القانون وعلينا جميعاً الخضوع لمواده وان نشكر الله على ثورة الفيسبوك التي كانت سبب في تصحيح الأوضاع حتى أصبحنا أحسن بمراحل من ما سبق بكثير وعلمنا جميعا إن الدولة كان يحكمها الفساد ويرويها الشيطان بأودية الشر.
عفي الله عما سلف وعلى الشرطي إن يرفع رأسه وهامته فالذين تسببوا في قتل الثوار وعذبوا الناشطين فالعدالة ستقتص منهم وكما نعلم إن لثمرة الحرية ضحايا وضحايا الحرية في النعيم .
حسين الشندويلى