الجمعة، 3 يونيو 2011

جراحة فى قلب النظام

جراحة فى قلب النظام
قلب النظام
حسين الشندويلى
شباب مصر : 24 - 05 - 2011

إن ترقيع وتطهير الثوب الرث يتطلب مزيد من الجهد والصبر ،وان علاج القلب المتضخم يتطلب جراحة ماهرة؛ لنقل قلب جديد؛ يتصدي لفيروسات الاختراق.
هكذا الحال في النظم السياسية، فإذا فشل النظام في تحقيق متطلبات الشعب يجب تغييره إلى نظام يعالج أخطاءه بتغيير أدواته وسياساته وعلى رأى القائل" لا يلدغ المؤمن من جحراً مرتين"
من الأخطاء الشائعة في النظام القديم تجميع السلطات في ايدى رئيس الجمهورية ،فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة والقائد الأعلى للداخلية ... الخ
ماذا ترك النظام السابق للشعب أو للحكومة، فالرئيس يختار رئيس الوزراء الذي يقوم بدوره باختيار الوزراء ومعظمهم من الحزب الحاكم، أين دور الشعب في تلك المنظومة العقيمة فالنظام الرئاسي نظام دكتاتوري في الدول النامية جميعها وفشل في خروج الدولة من نفق الفقر والظلام والجهل والتخلف.
ويؤخذ على النظام السابق الصراع بين السلطات ، فالسلطة التنفيذية لم تجد في ظله من يوقفها عند حدها حتى صار العاملون بها أنصاف آلهة وصار الشعب في خدمة الشرطة وليس العكس وشهدت الصحف المصرية بعض الأمثلة ومنها الاعتداء على احد القضاة بإحدى أقسام الشرطة وغيره من الهيئة القضائية ومن ثم ماذا يٌفعل بالمواطن البسيط وكل هذا يرجع إلى فساد النظام السابق.
كذلك اعتداءهم على المتظاهرين والثوار بالقتل والتعذيب والتنكيل وهم يدركون جيدا انهم أنهم أمناء علي أرواح هذا الشعب وخاصة في حالة تصدى الشعب للفساد و للفاسدين إثناء المظاهرات السلمية لإقرار شيء أو إلغاء شيء
أين ثقافة الشرطي وهو يدرس مقرر كلية الحقوق وخاصة مادة الدستور التي تعطيه ثقافة عريضة عن حقوق الإنسان والتعامل مع الجمهور ونسى إن حكم البلاد مستمد من الشعب وان صلاحية الحاكم مستمدة من الشعب فكيف ينسى كل شيء ليحمى النظام الفاسد.
كما يؤخذ علي النظام السابق فتح الباب لرجال الأعمال لممارسة السياسة وتدعيم الحزب الحاكم بكافة صور المساعدات ومن ثم ارتكاب جريمة ا لخيانة العظمى في حق الشعب والدولة فالكسب غير المشروع من مسئول برلماني أو من شخصية عامة هي خيانة عظمى كما يقول الفقهاء .
ويؤخذ على ا لنظام ا لسابق إعمال ا لبلطجة لصالح الحزب الحاكم والتزوير بكافة صوره وهذا في حد ذاته خيانة عظمى يعاقب عليها القانون.
إن النظام البرلماني المعمول به في معظم البلدان الأوربية نظام ديمقراطى يجعل الشعب عامل مشترك في كافة قراراته من قوانين وغيره وهذا الذي كنا نفتقده في لنظام الرئاسي الدكتاتوري فالنظام البرلماني نظام شورى والشورى مستمدة من القرآن ومشاورة لشعب وجعله طرف في الحكم هو أساس العدل والديمقراطية
ومن ثم نتمنى إن تكون برلمانية.
حسين الشندويلى
رئيس مكتبة الأبحاث
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق