الجمعة، 3 يونيو 2011

الفتونة وتغيير النظم رؤيا ادبية

حسين الشندويلى
شباب مصر : 31 - 05 - 2011

ماذا اصاب العالم ؟ هل رجعنا الى قانون الغاب ؟ لقد انفرجت الازمة العالمية وبدا العالم الاول يستعيد توازنه ويشم نفسه و بدأت الحركات التجارية والصفقات تعقد شمالا وجنوبا ببطىء ولكن ما سبب ارتفاع اسعار الطاقة البترولية هل هو عدم الاستقرار فى منطقة الشرق الاوسط خاصة مع ظهور المشكلة الليبية واليمنية والسورية فى الافق ولماذا انطفأت الثورة البحرينية والسعودية من السماء الدنيا وظهور القضية الفلسطينية كالبرق الخاطف وخروج نتنياهو بخطاب تأكيد للمصالح الصهيونية والليبرالية فى المنطقة وتخوف اسرائيل من فتح معبر رفح والعمل على استدعاء قوات الامم المتحدة لمراقبة المعبر واخيرا مشكلة ابيى المنطقة المتنازع عليها بين الشمال والجنوب السودانى.
كل هذه القضايا تبدوا ضعيفة الوهج بالنسبة للقضية الليبية التى صارت كملكة للنحل يلاحقها من هم اطول نفساً وقوة .
فالزيجة بين نظام القذافى والدولة صارت خالية الوفاق والعقد صار باطلا بطلاناً مطلقاً والتدخل الغربى صار امراً حتمياً وواقعياً فهل تغتصب ليبيا لاول من يطأ قدمه عليها بعد تدمير القذافى هل يستنزف البترول الليبى كما استنزف الكثير من البترول العراقى فى بضعة سنين وبأقل الاسعار ولماذا التحرك الاميركى هل لالتهام الكحكة بأكملها ويترك الفتات لاصدقاء السؤ من حلف الناتو فالكل متحفز لسقوط الضحية .
ان القضايا الاخرى جميعها صارت هامشية ولكن المعضلة الليبية اوشكت على الانتهاء والابتداء، الانتهاء من النظام القمعى الدكتاتورى الذى جلب للبلاد البوم و الغربان الغربية والابتداء بدفع الفواتير لمن خاضوا الحرب ، الفاتورة ودفع الديون والمشكلة الليبية فى مجملها لا تخرج عن كونها مشهد لثرى عربى استأجر مرتزقة لحماية مصالحه ، او تطوع المرتزقة لحمايته بمقابل وعند اتمام المهمة تخيل حجم الفاتورة والاتفاقات والتنازلات والصفقات.
ما العن المرتزقة فى هذا الزمن وخاصة العديد من الدول التى لها فى عنق ليبيا ضريبة لا بد ان تدفع .
اتسائل لماذا لم تستخدم تلك القوى المناصرة للحق والحامية للشعوب المتطلعة للحرية فى قضية فلسطين ولماذا لم تكن فى عون اليمن والبحرين وسوريا لماذا لم تكن فعالة فى الصومال ؟
هنا يجيب الادب الروائى عن السؤال حيث ان الحرب من اجل المصلحة يفتح اسواق كبيرة بين الحامى والمحتمى به والدول الفقيرة ليس لديها امكانيات التعويض التى ترضى الفتوة.
من ثم تتسم روايات نجيب محفوظ بالتنبأ بعودة عصر الفتونة الان صارت الفتونة لغة عالمية لراغبى الثراء وخاصة عقد الاتفاقيات المتنوعة مع البلطجى الذى يهتم بمصالح الاثرياء الضعفاء انها لعبة قذرة والعائد التجارى والاقتصادى منها كبير والمستفيد الاكبر البلطجية والفتوات الى ابد الدهر كان الله فى عون الليبيين قد يتخلصوا من دكتاتورية القذافى ولكن هل سيتخلصون من الفتوات وفواتيرهم المتلاحقة .
حسين الشندويلى
هيئة قناة السويس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق