الجمعة، 3 يونيو 2011

البشير الاسد الجريح

عندما فرّطت السودان فى الجنوب كانت كارهة ولكن الضغوط الدولية والصراعات الدموية جعلت البشير يرضخ ويزعن لدعوى الانفصال ليس حباً فى الانفصال ولكن لينجو بنفسه من عقاب المحكمة الدولية الجنائية التى طلبت محاكمته لينخفض صوت آلة الاعلام الغربى من اللحاق به.
فأذا اتهم عمر البشير فى قضية الغرض منها توحيد بلاده من عوامل الانفصال باستخدام القوة الجبرية ، فلماذا لم تحاكم رءوس الارهاب والعنف باسرائيل عن احداث غزة المؤسفة والتى راح ضحيتها بضعة آلاف من الشعب العزّل واستخدمت اسرائيل القنابل العنقودية والمروحيات والصواريخ والاسلحة الثقيلة على شعب لا يملك الا لساناً ليهتف به وحجراً ليرمى به.
من ثم اسأل لماذا الكيل بمكيالين ؟ عمر البشير ابن البطة السوداء ورئيس الوزراء الاسرائيلى ابن البطة البيضاء ،وجاءت المدعوة هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية فى شرم الشيخ لعقد مؤتمر صلح بين العدوان اللدودين وهى تحتضن خصر الرئيس الاسرائيلى وتسير معه فى الساحة الخارجية بالقرب من قاعة المؤتمرات وكأنه صديق حميم و كأنها تقول له: لاتخف من الاعلام الدولى ومن المحكمة الدولية طالما نحن معك ومن ثم اصبحت موقعة غزة فى طى النسيان
لم تتهم اسرائيل اثناء الاعتداء على السفينة التركية المدنية والتى تحمل ركاب واشخاص من منظمات حقوقية من جنسيات مختلفة لتوصيل معونات لابناء غزة وللاسف لم تحاسب اسرائيل على افعالها الاجرامية بينما البشير مطلوب دوليا لانه ارتكب اخطاء ضد رعاياه فى دارفور.
لم تهدا دارفور بعد انفصال الجنوب ، وشعرت فى قرارة نفسها ان الهدف قد اقترب سوف تثور من أجل الحكم الذاتى اولا ثم الانفصال الكلى بعد ذلك واتخذت دولة جنوب السودان قدوة ونموذج حى للانفصال وذلك بمساعدة دولة جنوب السودان التى تريد اشغال البشير عن منطقة ابيى السودانية المتنازع عليها .
كان الله فى عون عمر البشير ولعن الله الغرب الصليبى الذي يسعى الى تفتيت البلدان الاسلامية وتدمير واستنزاف اقتصادها فى خطة محكمة لارساء وتحقيق اهدافه الصليبية الباطنة فى اجندة افريقيا لعبة الغرب
نعم ان القارة الافريقية بها من الكنوز ما لفت انظار الغرب والاقمار الصناعية الامريكية والاوربية ترصد الكنوز المدفونة بالاراضى الافريقية وتضعها نصب اعينها ، ومن ثم كانت الحملات التبشيرية المسيحية تنتقل صوب القارة وتبنى كنائسها ومدارسها اللاهوتية بأستخدام سلاح المال ، حتى ان هناك من المسلمين من يُنصّر اولاده من اجل الفقر و العوز والاحتياج ويُحرّم على المسلمين العمل بالوظائف ويجعلونهم يعملون في احقر المهن وبأقل المرتبات ، انه الغرب الصليبى الذى نفتح له الابواب على مصراعيها ويتنقل بحرية ليسجل مواطن الضعف والقوة بالبلدان الافريقية والرؤساء والحكومات فى سبات عميق متّبعين المثل القائل " امشى جنب الحيط" ها هى السودان بلد مسلم عربى غنى بالثروات الطبيعية التهم الغرب جنوبه منذ الاحتلال الانجليزى على السودان الذى تحول الى المسيحية فى قرن من الزمان واصبح تابعاً للغرب سياسيا ودينيا و مذهبيا .
اتوقع ان تتحول جنوب السودان الى دولة لا تقل عن جنوب افريقيا فى شىء ولكن ستكون مصر والسودان ضحيتها فى بضعة عقود.
حسين الشندويلى
رئيس مكتبة الابحاث
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق