الثلاثاء، 9 أبريل 2013

لماذا تخلفت مصر اقتصاديا بقلم حسين الشندويلى انتهى العصر الملكى وكانت مصر دولة زراعية من الطراز الاول وعندما ركب الضباط الاحرار الحكم وضع الزعيم عبد الناصر قواعد اساسيات النهضة وكان بمصر ثلاثة الاف وخمسمائة مصنع " صناعات ثقيلة وصناعات خفيفة" اهمها الحديد والصلب بالتبين ومصانع الغزل والحلج والمصانع الحربية وغيرها من الصناعات الهامة. كانت الزعامة التى يتحلى بها ناصر جعلته نجما فى سماء العرب والعالم الراغب فى الاستقلال فكان يضاهى غاندى ونيلسون مانديلا ويفوقهم زعامة وثباتا للحق. ان النهضة والزعامة فى دولة محورية كمصر يجعلها عرضة لمضارب الصهيونية الراغبة فى وطن يجمع شملهم ويأويهم ونادى بهذا مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل عام 1882 وتحقق على ايدى الانجليز عام 1848 وتم الاعتراف بأسرائيل عضوا فى مجلس الامن ان شخصية عبد الناصر الاسلامية العربية تأبى ان يكون لليهود دولة بفلسطين وحرّكته عاطفته المحمومة نحو ضرب اسرائيل بدون دراسة للعدو عدة وسلاح وكانت النتيجة الخسران المبين وتوقفت مشاريع النهضة التى بنى اساسها بالعرق والكفاح وكانت هزيمته فرحة وغبطة للانجليز والفرنسيين الشامتين لضربهم فى مقتل عندما امم القناة تولى السادات الحكم وكانت مصر ترغب فى الثأر وهذا مرتبط بالعرف المصرى وظاهرة الاخذ بالثأر وتركت الدولة مشاريع التنمية واتجهت صوب التسليح والاعداد للمعركة وتسخير ميزانية الدولة فى شراء الاسلحة جعلت الدولة تخسر مكانتها الاقتصادية وصار المنتج الوطنى اضعف من ان ينافس السلع الرخيصة والمهربة وكانت سياسة الانفتاح والاغراق قضت على الاخضر واليابس. كان نصر اكتوبر نصرا عسكريا فريدا بينما كانت موقعة كامب ديفيد واتفاقيتها نصرا لليهود وحرمت مصر من استغلال سيناء وصارت ارض بدون شعب او تعمير وبها نفر قليل من البدو الذين يعيشون فى وادى والمصريون فى وادى اخر حيث عاش البدو فى ظل الاحتلال الاسرائيلى سبع سنوات وجدوا فى ظله حياة تختلف عن حياتهم السابقة وكانت النتيجة بعد عودة ارض الفيروز لحضن الوطن ان رجع الابن الضال الذى تنكر لمعيشته وفضل ان يحيا وحيدا دون ان يشارك فى بناء مصر وتهربوا من الجندية واعتمدوا على تجارة السلاح والمخدرات وهو يمثل المكسب السهل فى بيئة بعيدة كل البعد عن التنمية . ان سياسة الانفتاح اوقعت الدولة فى ديون مفجعة فصارت مصر على قائمة المستوردين واغرقت البلاد بالسلع الصينية التى قضت على السلع الوطنية وظهرت طبقات رجال الاعمال التى استفادت من عصر الانفتاح. انتهى هذا العصر بأستلام مبارك العرش ومشى على منهاج سابقه فتحولت البلاد الى النظام الرأسمالى وتخصخصت مشروعات عبد الناصر كاملة وظهرت طبقات اجتماعية جديدة من رجال الاعمال الذين خدعوا الدولة وتاجروا بأراضيها وكسبوا من ورائها المليارات من الجنيهات التى تحولت بالطبع الى بنوك سويسرا فى حين كانت البلاد تعانى من التضخم الاقتصادى الذى ترتب عليه البطالة المقنعة وارتفاع الاسعار واتجاه النظام الى تجييش الداخلية وامن الدولة لحماية النظام الذى لا يقهر وزاد الطين بلة السعى الى التوريث لتتحول البلاد الى ملكية وهذه نقطة مستقبلية . تسلم مرسى البلاد وسجد الشعب سجدة شكر ليحكم الشعب نفسه بنفسه ونار الاخوان ولا جنة شفيق ولكن المعارضة شعرت ان البساط انسحب من تحت ارجلها و توجهت الى الشباب الذى يريد ان يعتلى قمة السلم دون ان يبذل مجهود للصعود عليه درجة درجة و انساق وراء المعارضة بكافة اطيافها لاعاقة سفينة االاخوان بأى طريقة ووضع العراقيل بتسخير وسائل الاعلام لحرب ضروس مع مؤسسة الرئاسة لجعل تلك المؤسسة بدون مجلس تشريعى لحكم البلاد وتغيرت الوزارات كما تتغير الشرابات وما زال الصراع قائم بين الشرعية وبعض سلطات الدولة الامر الذى ادى الى انهيار الدولة اقتصاديا فالاستثمار والتنمية يهربان ل فى ظل عدم الاستقرار السياسى وكانت النتيجة الموت البطىء للدولة اقتصاديا كما ماتت من قبل على يد الخديو اسماعيل وتوفيق ومن ثم كان الاحتلال الانجليزى الذى وقف على انفاسنا سبعة عقود من الزمان وهذا ما يرغب فيه الصهاينة والامريكان بل تتحين اسرائيل الفرصة للاستيلاء على سيناء . ان خروج مصر من الازمة لايكون الا من خلال قنوات للحوار البناء لانقاذ الدولة وسيادتها وهيبتها دون ان تهين او تجرح كرامة وحقوق المواطنين ومن ثم تكون التنمية وكما يقول المثل " بكرة احلى" لان فترة الرئاسة اربع سنوات والشعب المصرى صبور وحكيم ويعقل الامور وان ما يحدث بين القضاء ومؤسسة الرئاسة سيسبب فى مشاكل اقتصادية تجعل مصر صرعى فى ايدى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق