الجمعة، 22 يوليو 2011

كيف نقهر اسرائيل؟

حسين الشندويلى
شباب مصر : 15 - 06 - 2011

ان الامة العربية بعد هزيمة يونيو 1967 اصبحت فى مواجهة كل القوى الاستعمارية الطامعة فى الوطن العربى وهى معركة تؤكد ان ليس للنصر فيها بديل من اجل استعادة كل الارض المحتلة دفاعا عن وجود الامة العربية ذاته وان التراخى أوالتفريط فى هذا الحق معناه استسلام القطيع للذئاب.
ان تحرير الاراضى العربية ليس قاصر على العمل العسكرى فحسب بل هو اخر مراحله والمفروض ان كل جندى فى ارض المعركة خلفه بضعة اشخاص فى مجالات اخرى تعد للمعركة وتخدمها وتدعمها فى كافة المجالات ألا و هم "العلميون العرب" ودورهم لايقف عند المساهمة فى البناء بل يمتد الى دراسة العدو وقدراته وظروفه حتى تتوفر الرؤية السليمة لحجمه وقوته دون مبالغة التهويل او التهوين.
ان النكسة التى حدثت فرضت حتمية اعادة النظر فى برامج التعليم التى ما زالت تحمل بصمات الاستعمار ،فاصبحت الامة العربية فى حاجة الى تعليم له مقومات معينة لابد من الاتفاق عليها فى اطار من النظرة الموضوعية الى التراث العربى على الصعيد العام مع ضرورة الربط بين العلوم الطبيعية والانسانية دعما لقيمنا الاجتماعية التى نحتاج اليها اكثر من اى وقت مضى دون ان يغيب عن الاذهان وجود العدو الاسرائيلى الامريكى فى قلب الوطن العربى.
ان المؤسسات التعليمية العربية قد اغفلت دراسة العدو الاسرائيلى سواء فى العلوم الانسانية او الطبيعية منذ ان سرقت الصهيونية وعد بلفور سنة 1918 فى غفلة من العمل العربى.
بينما تجند الجامعة العبرية كل مؤسساتها العلمية لدعم وجودها الاستعمارى على الارض العربية مع الاحاطة الجارية لكل ما يتعلق بالدول العربية من دراسات انسانية او علمية ، فهى الى جانب ما تدرسه عن القوى الاجتماعية ونظم الحكم فى العالم العربى تدرس برامجه العلمية واعمال العلميين العرب وقد بَدَا ذلك من اهتمام اسرائيل بجمع ودراسة الابحاث العلمية العربية التى عرضت على مؤتمر جنيف للتكنولوجيا عام 1964 لتحديد ابعاد الجهد العربى ، اكثر من هذا ان هيئة اليونسكو فى اجتماعها بجنيف سنة 1960 بعد ان درست خطط التنمية فى الدول النامية كتبت عن خطة الدول العربية فى التقرير العام وانه يجب الاحتذاء به فى كل الدول النامية وكانت اسرائيل عضوا فى لجنة الثلاثين التى ناقشت الخطط المعروضة وبينها العربية وانها استجابت لتوجيه اليونسكو وبالفعل سارعت بإعادة تنظيم الجهاز العلمى عندها بينما تعثرت الخطط العربية ويعنى ذلك ضرورة تكامل العمل السياسى والعلمى حتى يتحقق قدر كبير من الاستقرار للتنظيمات العلمية فى العالم العربى بحيث تفرز متخصصين فى كل مجالات النشاط الاسرائيلى وليس سرا ان لدى اسرائيل متخصصين فى جيولوجيا العالم العربى وبتروله وفى كل المجالات خدمة لمعركة دعم وجودها الاستعمارى وتوسيع دائرته على حساب الوطن العربى.
فالعدو قد اعد نفسه للحرب فى اى وقت ببناء الجدر العالية و ضرب الانفاق الفلسطينية وتدميرها وكما وفر المخابىء على مسافات محددة بنسبة وجود السكان فى الحى حتى يضمن اقل خسائر اثناء الغارات التى قد تتعرض لها مدنه والغريب ان ديلسبس حين شق قناة السويس وضع تخطيط مبانى الشركة على اساس وجود مخابىء ومخازن تحت كل بناء تقديرا منه لحيوية الموقع ،على العكس فى المقابل ان الدول العربية تفتقر الى العمق الاستراتيجى فى مواجهة العدو فلا المبانى ولا الاحياء قد شيدت بها مخابىء بل ان الثروة العربية للدول المحيطة باسرائيل تركت على قرب من خطوط العدو او خلفها مباشرة مما جعلها صيدا سهلا فى متناول اسرائيل كلما ارادت توجيه ضربة انتقامية فادحة الثمن مع انه كان لابد من توزيع هذه المنشآت على اكثر من موقع بعيدا عن خلفية خطوط القتال حتى ولو كان ذلك يتعارض مع قواعد الاقتصاد او على الاقل لابد من توفر دراسات علمية لهذه الدول العربية القدرة على فك المنشآت الصناعية واعادة تركيبها فى منا طق اخرى وبسهولة .
ان اسرائيل تدرب جواسيس وعملاء لسرقة الابحاث العلمية مثل حادثة سرقة اسرائيل لتصميمات محركات الطائرات الميراج من سويسرا لدعم صناعة الطائرات النفاثة فى اسرائيل وتوفير قطع الغيار لها حفاظاً على أمنها ومن ثم يجب على العرب دعم الجهد العلمى فى مجالات الاختراع وليس التفكير فى اغلاق قسم هندسة الطيران او قسم من اقسام البحث الذرى.
ان التعاون الصهيونى الليبرالى جعل الولايات المتحدة ترفع قيود الهجرة اليها بعد هزيمة 1967 عن العالم العربى مما يستحيل معه تخيل عدم وجود علاقة بين معركة المصير العربية وعملية سرقة العقول العلمية العربية الى الولايات المتحدة وهذه مؤامرة قذرة حتى لا تنهض الدول العربية من رقدتها لان العلم وحده قادر على تحضر وبناء الدول واعداد جيل من العلميين كافى لسحق اسرائيل وما وراء اسرائيل فى بضعة سنين.
حسين الشندويلى
مكتبة الابحاث
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق