الجمعة، 22 يوليو 2011

ثورة بلا رأس

حسين الشندويلى
شباب مصر : 13 - 06 - 2011

هل حقا ثورة 25 يناير ثورة بلا رأس كما تطالعنا الصحف؟ كلا وألف كلا فهي ثورة كاملة لها رأس وجذع وإطراف رأسها" الإجماع" وهو اتفاق الأمة و كافة الأطياف السياسية على رفض الظلم والقمع والطغيان ، وجذعها الشعب الرافض للعبودية والاستغلال لمصالح الطبقة الرأسمالية المستغلة والطبقة الدكتاتورية الحاكمة والهوة واسعة بين الشعب وهاتين الطبقتين كالسماء والأرض إلا إذا قام الشعب بتصحيح الأوضاع من خلال الثورة على الفساد و إصلاح وتعديل القوانين التي خدمت تلك الفئة الظالمة الفاسدة.
لذا كان الشعب ( المجني عليه) يعانى من إرهاب السلطة التنفيذية التي تحمى الحاكم ونظامه حتى ولو كان نظامه فاقد للشرعية ونسأل أنفسنا هل هو جهل بالقانون أم مخالفة القانون لتبنى سياسة الدولة البوليسية ؟ فالحاكم ما هو إلا أدارى ومن ثم جاء مصطلح وقانون الإدارة العامة فالدولة عبارة عن شركة ومن حق تلك الشركة إن تطيح بمديرها وقتما تشاء عندما يفشل في إدارتها فالحاكم ليس إله مقدس يعبد بل هو بشر يحاسب على أخطاءه كما تحاسب الرعية لقد انتهى عصر الآلهة الفراعين.
لقد نجحت الدول البرلمانية في إرساء قواعد الديمقراطية ومعاقبة الحكام عند فسادهم أو حال التورط في الفساد ، حتى إن إسرائيل استطاعت إن تمارس الديمقراطية و تحاكم شارون وابنه للرشوة وكذلك محاكمة اولمرت في قضايا الفساد وهم جميعا على رأس النظام ؛ لان الديمقراطية الحق هي أساس التقدم والرخاء.
وإطراف الثورة هم القائمون على تنفيذ أهدافها وهم ممثلي كافة الأطياف السياسية ؛ للخروج بالمجتمع من دائرة الظلام الى الضؤ ومن الغرق الى النجاة.
إذن عبارة ثورة بدون رأس لا يجوز إن تقال لأننا تعودنا إن يكون لكل شيء رأس أو بطل كما في الأفلام والمسلسلات و في القصص والروايات وجميع الشخصيات تدور في فلك الشخصية الرئيسية وهذا هو النظام الكلاسيكي إما ألان لا وجود للرأس في القصة والرواية لان الشخصيات جميعهم أبطال كلا في موقعه ولكن الفارق في الأهداف السامية التي تحمل على عاتق كل منهم لذا لا وجود للبطل الكلاسيكي الذي يكون له بداية ونهاية ولكن الشعب هنا في ملحمة الثورة هو البداية والنهاية هو الرأس حتى الجنين في بطن أمه له رأس حتى ولو لم يكن له شخصية قانونية لكونه عالة على أمه ولكن عندما يرفض حياة الرحم ويشعر بضيقه يرفس تلك الحياة ليريد رحم اكبر وأوسع من رحم أمه آلا وهى الحياة والدنيا بأكملها و الهروب من عالم التواكل والتطفل الى عالم النور والحرية والاعتماد على النفس هكذا الشعب عندما لا يجد نظام لا يفي بجميع متطلباته فلا بد من تغييره بنظام يفي أغراضه ومتطلباته وان يرفس ذلك النظام الدكتاتوري الفاسد و استبداله بنظام يحقق طموحاته.
حسين الشندويلى
رئيس مكتبة الأبحاث
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق