الجمعة، 22 يوليو 2011

حسين الشندويلى: السيناريو الاسود ما بعد الثورة

حسين الشندويلى
شباب مصر : 02 - 07 - 2011

لم تكن الثورة البيضاء وليدة أطفال وأحلام يقظة يعبث بها ، ولكنها وليدة بركان خرج من الأحشاء ليقول لا ولا ولا جملة اعتراضية عجز الآباء والأجداد عن قولها في زمن قالت فيه المجالس النيابية والمحلية نعم نعم نعم في ظل النظام الفاسد السابق حتى أغرقت البلاد وعجت بالفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
كانت أولى طلبات الثورة تغيير النظام السابق وإلغاء قانون الطوارئ وحل جهاز أمن الدولة، وإعطاء الشعب الحرية المطلقة في التعبير عن الحرية التي كفلها له الدستور بالاعتراض أو التأييد.
ماذا يحدث للبلاد في حالة الاستهتار والاستهزاء بمطالب الشعب ورجوع الحكم المطلق و قانون الطوارئ وامن الدولة واستعلاء الشرطة ورجوع الفساد مرة أخرى على ايدى أناس آخرين .
اعتقد إن حال البلاد سيقف و البورصة ستنهار بالكلية و السياحة ستضرب ضربة قاتلة ولن تعود على الإطلاق و الآثار ستتحطم و البنوك ستحرق و أنابيب الغاز ستضرب وان المظاهرات ستقضى على الأخضر واليابس ليس هذا فحسب بل سيكون العداء القاتل بين الشعب والشرطة في كل مكان لوقوع خسائر في الأرواح ولن يسكت عنها الشعب على الإطلاق فستحرق الأقسام والسجون وسيباح قتل العساكر والضباط وسيهرب المساجين الجنائيين فتكون البلاد مرتع خصب لانتشار الجرائم والبلطجة ، وان الجيش سيقف على الحياد وإذا اخطأ ورفع السلاح في وجه الشعب؛ سينقسم الجيش على نفسه وسيحدث تطهير في صفوفه ونحن ليس بعيدون عن السيناريو الليبي .
لكن في هذا الوقت سيذهب لتأمين الحدود مع إسرائيل؛ لخشية إسرائيل على نفسها وقد تُحتل سيناء لتشتيت القوات المصرية لتأمين الثورة وحماية المرافق العامة وفى هذه الحالة سيتقبل الشعب الحكم الثيوقراطى وستكون مصر إيران آخر ولكن ستعزل مصر عن العالم الغربي المتحكم والمهيمن في الشرق الأوسط .
السيناريو الأخر إن تتحول مصر الى لبنان آخر وسيكون العداء بين المؤسسات الدينية فقط لاختلاط النصارى بالمسلمين في كافة الأماكن ولكن العداء سيتجه نحو القرى المسيحية في الصعيد.
في هذه الحالة سيخرج المارد الصهيوني من القمقم ليبسط يديه في كل مكان لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى والسبب عدم تحقيق أهداف الشعب الراغب في الاستقرار والتقدم من اجل حياة كريمة وعدم الأخذ بمسلمات الشعب وأهداف الثورة ستكون العاقبة وخيمة
لذا يجب التريث وعدم التهور من قِبَل الحكومة الانتقالية و عدم الاستماع الى أصحاب الأقلام ضعيفة النظر التي تطلب استخدام الشدة والعنف مع بعض التيارات ، للخروج بالوطن من هذا النفق المظلم فكلما اتسعت مساحة الحرية وتغلغلت سيكون الأساس متين وستنعم البلاد بالرخاء والدفء والحياة الكريمة.
وان الحياة الهادئة الكريمة لن تأتى إلا بنظام برلماني على شاكلة تركيا والعديد من الدول الغربية لمحاكمة المسئول عن جرائمه أمام الشعب وهذا النظام يتقبله جميع المصريين لأنهم سقموا الحكم الدكتاتوري المطلق الذي بدوره يحول الدولة الى دولة بوليسية تخدم الحاكم وتعادى الشعب .
حسين الشندويلى
هيئة قناة السويس


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق