الاثنين، 16 مايو 2011

استوعبنا الدرس يا مبارك

حسين الشندويلى
شباب مصر : 15 - 05 - 2011

هل استوعبنا الدرس، ام أصبحنا كالبهائم نحمل اسفاراً ؟ كان هذا مضمون مقالى قبل حل الحزب الوطنى ولكن نعود مرة اخرى الى السؤال ماذا لو لم يحل الحزب الوطنى ؟
لن ينصلح حال البلاد وينطبق علينا المثل السابق، و لكن الحمد لله لقد وفقنا المولى عز وجل فى حل الحزب فمعظم قيادات الحزب الوطنى من اصحاب رءوس الاموال والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ومن الساسة المحنكين المخضرمين ،لا فرق بينهم وبين رؤساء القبائل والعزب الذين يعرفون المسالك والممالك ويعلمون من اين تؤكل الكتف .
فأذا تركت الثورة فلول النظام البائد؛ سيرجع اشد واقوى من الاول، ما اشبه الحزب بالجامعة المتخصصة فى فن سرقة البلاد،من قِبَل الرموز الفاسدة الذين يحاسبون الان على جرائمهم فى حق الشعب المسلوب مادياً ومعنوياً طوال ثلاثين عام من الذل والقحط والمرار ومن ثم كانت الثورة ودعوات المظلومين والمكروبين التى ليس بينها وبين الله حجاب، وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى.
يقول الشاعر:
وحق الله إن الظلم لؤم : وان الظلم مرتعه وخيم
الى ديّان يوم الدين نمضى : وعند الله تجتمع الخصوم
ننتقل من الحزب المنحل الى الرئيس المتنحى: ماذا صنعت لآخرتك ايها الفرعون ؟ حتى الاستعداد للموت سرقت من اجله، قبر مساحته الف وخمسمائة متر بجوار كلية البنات بمصر الجديدة تكلفته عشرة ملايين جنيه " مقبرة " لك ول آل مبارك هل ورثت تلك الارض عن ابائك واجدادك ام اشتريتها من عرق الجبين والكد والتعب؟ وللاسف كثير من رعاياك لم يجدو مأوى، يفترشون الارض ويلتحفون بالسماء فى شرع مَن هذا الذى نراه ؟
ننتقل من مبارك الرئيس الى مبارك الاب في عصر الفساد نسأل: هل كان مبارك يخطط للتوريث ومنذ متى؟نعم كان يخطط للتوريث منذ ان مات حافظ الاسد وعندما تولى بشار رئاسة سوريا وهو فى الثلاثينات من عمره، كانت نظرة مبارك الى بشار وهو يرث العرش السورى فيها كل السرور والفرح ، فالحكم يورّث في قطر شقيق وفى قرارة نفسك ايها المتنحى الشقى التعس تقول: ماذا لو ورّثت احد ابنائى الحكم وانا حى ارزق؟
منذ تلك اللحظة بدأت تصنع وتنسج لابنك وتمهد له واستقطبت جميع القوى وطويتها تحت جناحيك، ولكن الله يمهل ولا يهمل، انقلبت الرغبة الى جحيم ومرار؛ لتتجرع كأس الخوف والرعب والحزن، فكم دارت كؤوس الظلم والحزن فى ربوع البلاد وكان الجبن حليفنا والفشل طريقنا ولكن كان الصبر دواء المقهورين فصبرنا حتى استوينا وجاء نصر الله والفرج المبين.
قال الشاعر:
أما والذى لايعلم الغيب غيره : ومن ليس فى كل الامور له كفو
لئن كان بدءُ الصبر مرّاً مذاقه : لقد يجتنى من بعده الثمر الحلو
فلن تنال منا ايها الفرعون مرة ثانية لقد انتهي عصر الفراعنة الفاسدين بسقوطك ولن يقف حزبك الفاسد مرة اخري ليتحكم فى مقدرات البلاد لقد استوعبنا الدرس وتجرعنا سمومه ثلاثة عقود عجاف حتي تقطعت احشاءنا وابيضت شعورنا.
ولله در القائل:
الدهر أدَّبنا والصبر ربّانا : والفوت أقنعنا واليأس أغنانا
وحنكتنا من الأيام تجربةً : حتى نهين الذى قد كان ينهانا
فى العصور الاسلامية كان السارقون والمطففون يجرّسون على الحَمِير ويطوفون البلاد جزاء افعالهم ولولا ان لك من الحسنات فى حرب اكتوبر ولم ننكرها؛ لأمر الثوار بتجريسك على الملأ ولولا احترامنا لدولة القانون لوضعنا جميع الرموز الفاسدة في قفص ويطاف بهم المحافظات المصرية ليكونوا عبرة وعظة لمن يخرج على القانون.
حسين الشندويلي
رئيس مكتبة الابحاث
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق