الاثنين، 16 مايو 2011

سيناء المستقبل

حسين الشندويلى
شباب مصر : 20 - 04 - 2011

بالرغم من كون شبه جزيرة سيناء تمثل ثلث مساحة مصر تقريبا الا انها تعاني من العزلة التي سوف تسبب مشاكل خطيرة في المستقبل البعيد القريب،فغالبية السكان بهذه الارض المباركة من البدو المحافظين علي اصولهم وانسابهم وعاداتهم وتقاليدهم وصاروا قبائل وعشائر بها من البطون والافخاذ ما يسد اعين الشمس ، هم في تزايد مضطرد والهجرة من السهل الخصيب الي سيناء تكاد تكون ضعيفة ، بل ان الهجرة المؤقتة من سيناء الي العاصمة والمدن المجاورة في تزايد مستمر من اجل جمع المال والتوسعة في الرزق ولكن الانتماء الي الارض والقبيلة يفوق كل شيئ فالعودة واجبة الي مسقط الرأس والذوبان في البيئات المجاورة يكاد يكون معدوم تماما.
ان قلة الرزق وعدم استغلال الموارد الاستغلال الامثل سوف يعطل حركة التنمية بالشرق المصري فهذا الاقليم اشبه ما يكون بالرجل المريض
فهذا الاقليم الشاسع الغير مستغل يثير العقول ويصيبنا بالحيرة وخيبة الامل ومن ثم تكثر الاسئلة واهمها متي تستغل موارد هذا الاقليم وكيف نشجع الهجرة اليه ولماذا لا نجذب اليه رجال الاعمال المصريين والعرب والاجانب للاستثمار بهذا الاقليم فهو اقليم بكر وغني بكنوز الارض ، وعدم الاهتمام به سيجعل سيناء في بضعة عقود او اقل مملكة للبدو يحكمها رؤَساء القبائل فمن الصعب تحديد اقامة البدوي وهو ادري بالمسالك ودروب الصحراء والتكيف فيها بأقل الامكانيات .فغياب الحضور القومي والوطني عن هذا الاقليم سوف يسبب كوارث الله اعلم بها قد تنفجر في اي وقت وهنا تتحقق المعادلة :
( جنس واحد + ارض+ ثورة فكرية = حكم ذاتي او استقلال) .
ولكن كيف تنحل عقدة هذا الاقليم وكيف نجذب هذه الكتلة الشعبية الهائلة من الصحراء لتتفتت وتذوب داخل البوتقة الحضارية لتخرج عن اصولها القبلية وتكوّن زيجة متمدينة خالصة، وما هي اطروحات التنمية التي تعمر سيناء وتجعلها جاذبة للسكان فالثروات البحرية وكنوز الصحراء الدفينة واستغلال الشواطيء واقامة المصانع والمشروعات الزراعية سوف يساعد علي سياسة الجذب اليها ومن ثم يخفف الضغط علي المدن المكتظة بالسكان ؛لتعمير ارض الشهداء ارض كل المصريين.
فالشخصية القبلية معقدة انثربولوجيا ولكن مع الزمن والاحتكاك الحضاري سوف تنسلخ لتجد نفسها طافية تسبح مع التيار فكثيرمن القبائل العربية الوافدة اثناء الفتح الاسلامي ذابت في المدنية واختلطت بالشعوب وصارت القبيلة الان مجرد اسم للتباهي , ولكن اذا ما حافظت الشخصية القبلية علي هويتها فلن يكتب لهذا الاقليم الاستقرار وسوف يصير هدفا من اعداء البلاد في تدمير البلاد فوحدة الجنس و الارض سوف يسبب فاجعة مدمرة يقودها المثقفون فيلتف حولهم العوام ليكونو وقودا للانفصال والسبب عدم وضع سيناء في الخريطة الجاذبة للسكان .
لذا لا بد من توجيه سياسة التنمية الي سيناء والتشجيع بالهجرة اليها بتقديم التسهيلات اللازمة لاستغلال الموارد لزيادة الدخل القومي ولتأمين البلاد من خطورة الغدر الصهيوني ولحماية البوابة الشرقية من اي غزو او اعتداء.
حسين الشندويلي
رئيس مكتبة الايحاث
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق