الاثنين، 16 مايو 2011

الله محبة وللشيطان الرجم

حسين الشندويلى
شباب مصر : 07 - 05 - 2011

من المؤلم إن يصاب الجسد الواحد بوابل من اختراقات الغدر الخارجية؛ لتمزيقه و تقطيع أوصاله.
فالعالم اجمع قد أقر أن الإرهاب ليس له وطن وليس من الدين في شيء، وقد صار ظاهرة عالمية تهدد الدول وتنال من أمنها واستقرارها وسلامتها ووحدتها بالضرب الخفي والصريح.
لك الله يا مصر فخروج شعبك الواحد الساخط الناقم علي الإرهاب أعاد أمجاد الماضي من وحدة وتضامن وأعاد إلي أذهاننا ثورة 1919 أقباط ومسلمين شعارهم: " نحيا الهلال مع الصليب، الإرهاب لا يمت لدين".
صدق اللورد كرومر حينما قال عن الوحدة الوطنية في مصر :"لا فرق بين المصريين فهم سواء فهذا قبطي يعبد الله في جامع وهذا قبطي يعبد الله في كنيسة"
إن الإسلام بريء كل البراءة من سرطان الإرهاب القاتل وان ما حدث بالإسكندرية ليس من الدين في شيء والسنة النبوية الشريفة تدعو إلي الحب وتحث علي حسن معاملة أهل الذمة، فالذمة هي العهد والأمان والمنتفعون بالعهد يسمون بالذميين أو المعاهدين وهم النصارى و اليهود وغيرهم من أصحاب النحل الاخري كالصابئة والمجوس والتاريخ الإسلامي خير شاهد علي السماحة والحب والوئام وعهود الأمان المحفوظة في دير سانت كاترين أعظم حجة ودليل علي ذلك.
قد جاءت الأحاديث بالسنة النبوية قاطعة وصريحة تحذر من سؤ المعاملة و تتوعد بالويل والعقاب الأخروي لمن يظلم أو يغدر بذمي.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"ألا من ظلم معاهداً أو انتقص حقه أو كلفه فوق طاقته أو اخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا خصيمه يوم القيامة" رواه أبو داود 3052
وفي حديث آخر " إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا" رواه مسلم 16/168
ذكر القس ميثون عن سماحة الإسلام في كتابه " سياحة دينية في الشرق": انه من المحزن إن يتلقي المسيحيون عن المسلمين روح التسامح وحسن المعاملة وهما أقدس قواعد الرحمة والإحسان عند الشعوب والأمم.
هذه شهادة لا ينطق بها إلا حر، عادل، متحرى للصدق، لا تتقاذفه أمواج التعصب العاتية، ولا تقوده الميول الشخصية والأهواء الذاتية إلي الكذب والنفاق.
من ثم نشهد إن الإرهاب من عمل الشيطان والشيطان لا يؤمن بدين فهيا بنا أقباط ومسلمين نلتحف بعلم الوحدة الوطنية و ننشد قائلين: الله اكبر ولله الحمد الله محبة وللشيطان الرجم.
حسين الشندويلى
رئيس مكتبة الأبحاث
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق