الاثنين، 16 مايو 2011

الثورة وعوامل النصر

حسين الشندويلى
شباب مصر : 19 - 04 - 2011

لم تكن الثورة البيضاء هوجة كهوجة عرابى لانها تتسم بالتنظيم والتنسيق والدقة والتحديد فاليوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات جزء من نجاح الثورة مثلها مثل سلاح الاستطلاع و الاشارة والمخابرات كما في الجيش المنظم واذا رجعنا الى الوراء منذ قرنين من الزمان نجد ان الجامع والكنيسة كانا يقومان بهذا الدور وهزيمة الانجليز "حملة فريزر" في رشيد بسبب المعلومات المتنقلة من دور العبادة وكان سلاح المصريون الحجارة والرشق من فوق اسطح المنازل،كذلك الحال في ثورة 1919 كان الشيوخ و القساوسة يعتالون المنابر والمذابح معاً اعلاناً للوحدة والوقوف ضد الظلم والاستعمار بالتعبئة العامة.
لكن في ثورة 25 يناير عامل الاستدعاء و الاستنفار وحشد الحشود كان في اى لحظة واي وقت من ليل او نهار بسبب الفيس بوك في المرتبة الاولى وشبكات المحمول في المرتبة الثانية حتي ان النظام لم يستطع اخماد الثورة بعد انتزاع الفتيل ولجأ الي فصل وقطع الشبكة الدولية ولكن لم يفلح حتي عاد الي استخدام القوة والعنف ليرعب الثوار ويغتال حركاتهم التحريرية ومن ثم تعاطف المجتمع الدولي بأستثناء قلة لهم مصلحة في بقاء النظام السابق.
فالدعاء علي الظالم لم يؤد الي التغيير وقد دعونا كثيرا ولكن التغيير يأتي من العزيمة والاصرار والهدف فأذا اتفق الشعب علي هدف سوف يحقق ما يريده دون اراقة دماء.
وفي هذا امر الله جل وعلا مريم ان تهز النخلة وفى ذلك قال الشاعر:
ألم تر أن الله قال لمريم : وهزّى إليك الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزّها : جنته ولكن كل شىءٍ له سبب
هذه هي الحقيقة كذلك عندما اتخذ الرسول صلي الله عليه وسلم خندقاً حول المدينة حين تحزبت عليه الاحزاب يحترس به من العدو واقام الرماة يوم احد مع ان المولي عز وجل قادر علي نصرة أنبياءه ولكن عاملا السبب والتوكل هما الاساس من ثم نجحت الثورة المصرية ولاقت صدي في العالم اجمع.
ومن عوامل نجاح الثورة شحذ الهمة والارادة بالغناء والطرب فكانت المسرحيات و الاغاني الوطنية القديمة والحديثة تلهب القلوب وتقوى النفوس فتخلق حالة من الابداع عند الفنانين والمؤدين والمطربين ما اشبه ميدان التحرير بسوق عكاظ بل كان اشد و أكثر عدداً ما اكثر اعداد الشعراء والادباء والقصاصين في ذلك العرس الوطنى الكبير الساحق بكل مقاييس وحسابات البشر وما نتج عن الثورة من ابداع مرئى و مسموع هو في الحقيقة جزء من الاخلاق المرتبطة بالتحضر ومن هنا اري ان ثورة مصر تستحق جائزة نوبل للسلام واخشى ان يكون اعضاء اللجنة من اليهود فيسقط حقنا فيها.
حسين الشندويلي
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق