الاثنين، 16 مايو 2011

صلح الرملة بين الماضى والحاضر

حسين الشندويلى
شباب مصر : 26 - 04 - 2011

إن المتأمل لأحداث الحملة الصليبية الثالثة والتي انتهت بصلح الرملة 1192م بين ريتشارد قلب الأسد وصلاح الدين الايوبى يشعر بقوة المسلمين وشموخ حضارتهم وهيبة صلاح الدين.
فهذا الصلح حفظ للمسلمين بيت المقدس ومنح حجاج المسيحيين حرية الحج والزيارة للأراضي المقدسة.
كان جليا علي الجانب المهزوم إن يتقبل الصلح وان لم يكن فيه إجحافا ومن ثم لم يتردد ريتشارد في قبوله؛ لحسم النزاع وفض الصراع لعلمه انه لا طاقة له بصلاح الدين ولا قِبَل له ببسالة وشجاعة جند المسلمين .
لترسيخ المعاهدة اقترح ( ريتشارد) إن يتزوج العادل اخو صلاح الدين من الأميرة جوانا أخته المطلّقة؛ يبتغي من وراء ذلك إن يشترك الزوجان المسيحي والمسلم في حكم فلسطين بما فيها بيت المقدس والمدن الساحلية.
الطريف إن رحب العادل بالفكرة ؛لان الإسلام يبيح تعدد الزوجات؛ ويحلل الزواج من أهل الكتاب؛ ولوقف شلالات الدماء من الجانبين؛ و لاستقرار البلاد ولإحلال السلام.
تدخل رجال الدين المسيحي لاغتيال الفكرة واجتثاثها من جذورها واتهامهم جوانا بمعصية المسيح و أن الشروع بالموافقة علي هذه الزيجة فضيحة وسبة شنيعة فرجعت عن أمرها وطلبت من ريتشارد اشتراط دخوله في المسيحية وانهار مشروع الزواج.
لكن يتبين للجميع إن لغة التفاهم والحوار والتسامح قلّصت الهوة العدائية بين الفريقين وساد الهدؤ بيت المقدس.
من ثم يتضح الفارق بين الجيل القديم والجيل الحديث وشرف الكلمة وحماية العهد ونسأل أنفسنا أين نحن ألان من فرسان الكلمة وأين الغرب ألان من معاهداتهم سوى إن غرست انجلترا اليهود بفلسطين والاعتراف بدولة إسرائيل عام 1948 ونقضت صلح الرملة ليس حباً لليهود ولكن لإصلاح التاريخ من عوامل الضعف التي وقعت فيها الحملات الصليبية وخاصة التي كانت من ملك الانجليز ريتشارد قلب الأسد فهم يرون إن القدس تحت حماية اليهود تتويج للحملات الصليبية السابقة وان لم تكن تحت الوصاية الصليبية العالمية.
ففي الحادي عشر من سبتمبر وضرب برجي التجارة العالمي بالولايات المتحدة قامت اكبر حملة صليبية في التاريخ الحديث بقيادة بوش الابن وتوني بلير ممثل الانجليز وكلب بوش الحميم وكي تأخذ الحملة الشرعية الدولية انضمت إليها بعض الدول الإسلامية تحت مسمي ا لحرب ضد الإرهاب وتفريغ جيوبه وتم ضرب العراق في موقعة عاصفة الصحراء واستشهد أكثر من ثلاثمائة ألف مدني وجندي في حرب غير متكافئة وتدمير أفغانستان وملاحقة فلول القاعدة وإنشاء أجندة لتطهير العالم من قوي الشر وأصبح شعارهم تصفية الشعوب الإسلامية من الرموز الإسلامية المناهضة لمخططات الغرب وإلصاق تهم الإرهاب بهم، وما زالت حملاتهم الشرسة تفسد في الأرض؛ للقضاء على الوحدة العربية والإسلامية.
لم يكتف الأمريكان والغرب بما حققوه من انتصارات وهمية بل تدخلوا في شئون السودان الداخلية وساعدوا الجنوب علي الانفصال عن الشمال وليس بعيدا إن يكون للأمريكان اليد الطولي فيما يحدث في الصومال من تفتيت وحروب أهلية وقرصنة للقضاء علي قوة المسلمين بأفريقيا ومن ثم العمل علي تنصير القارة بأكملها.
وبلغت قوي الغرب مداها أثناء تخلص البلاد العربية من أنظمتها الدكتاتورية واستغاثة شيخ الأزهر بالغرب للنظر في مساعدة الليبيين من بطش ألقذافي ونسي إن هناك دول إسلامية و مجلس اعلي لدول الإسلام وجامعة عربية وانقلبت الآية وأصبح العالم الإسلامي في خبر كان منذ توجيه الرسالة للصليبيين.
حسين الشندويلى
رئيس مكتبة الأبحاث
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق