الاثنين، 16 مايو 2011

الثورة والحلم ببناء اليوتوبيا المصرية

حسين الشندويلى
شباب مصر : 16 - 05 - 2011

ا
إن ما يحدث في مصر أعقاب الثورة ظاهرة صحية لاقتراب وجهات النظر ولوضع قوانين جديدة لبناء مدينة فاضلة خالية من الفتن الطائفية والشجون وآلام الماضي مدينة شعارها لا للبطالة لا للفساد لا للدكتاتورية.
عنوانها دعوة إلى العمل والتقدم والازدهار سياساتها الدين لله والوطن للجميع ونأخذ من الدين الدعوة إلى التسامح والإخوة في الوطن وتركيا اقرب ما تكون إلى هذه المدينة.
فرجال الدين نحن نقدرهم ونضعهم في مكانة كبيرة ولكن في القلب وتدخلهم السلبي بالتصدي لسلطان الدولة وهيبتها سوف يقضى على استقرار اليوتوبيا" المدينة الفاضلة" وإذا رجعت بنا الذاكرة إلى الوراء في العصور الوسطى في أوربا بالتحديد سنجد إن سبب تسمية ذلك العصر عندهم بعصر الظلام لأنه سبب تحكم واستئثار الكنيسة في كافة الأمور و بالتدخل في شئون البلاد ويكفى إن الحملات الصليبية جميعها قامت على أكتاف رجال الدين ولم يرتاح الغرب إلا بفصل الدين عن ا لكنيسة ومن ثم جاء عصر التنوير الذي بني عليه حضارته من حيث وقفت الحضارة الإسلامية.
فالحضارة الإسلامية قامت بفضل الإسلام وانتشرت في مشارق الأرض و مغاربها واخذ العالم الغربي عنها الأسس والنظريات في كافة العلوم ليبنى عليها تقدمه ولا نستطيع فصل تلك الحضارة عن الدين لان الدين هو سبب وجودها ولكن ضعف الدولة الإسلامية وانهيارها قضى على هذا التقدم وهذه سنة الحياة وبفضل الإسلام وسماحته عاشت الأقليات في مصر دون ضغوط تمارس حرية العقيدة منذ الفتح الاسلامى عام 21 هجرياً حتى انحلال الخلافة الإسلامية عام 1924 على يد مصطفى كمال أتاتورك المتأثر بالحضارة الغربية وحوّل الحروف العربية بالتركية إلى الحروف اللاتينية ليواكب أوربا حتى أنهم تصارعوا للانضمام إلى الاتحاد الاوربى ومن ثم استطاعت تركيا إن تنتصر على نفسها فواكبت التقدم .
لكن ماذا عن اليوتوبيا المصرية وتخوف الأخر من الشريعة الإسلامية الغراء ، ولماذا يخافون ألان ، ولماذا لم يعترضوا خلال أربعة عشر قرن من الزمان ، هل لضعف العالم الاسلامى وتحكم الغرب في مقدرات الشعوب الإسلامية ومن ثم لماذا الوقوف ضد إيران التي تسعى لبناء مفاعلات نووية لتواكب الآخرين ؟ لماذا يتاح لإسرائيل بناء مفاعلات ولماز الوقوف بالمرصاد أمام اى دولة إسلامية تفكر في الاهتمام بالطاقة النووية .
في حقيقة الأمر إن ارتفاع الأصوات المواكبة لضجيج الأجراس سوف يشعل نار الفتنة فالشعب المصري شعب متدين بطبيعته ولكن هو شعب يتسم بالحكمة والعدل مع غير المسلمين.
إذ أخذنا الدول الأوربية مثال فنجد إن الدين الرسمي هو دين الأغلبية وهو المسيحية حتى اختيار الرئيس يكون بناء على مذهب الأغلبية كما في انجلترا واليونان واسبانيا والدانمرك... الخ
إذن لماذا تقف الأقلية المسيحية المصرية في وجه الأغلبية المسلمة وهذه الأغلبية كانت أغلبية نصرانية في وقت ما في القرن السابع الميلادي الأول الهجري ولكن بفضل سماحة وتعاليم الإسلام تحولت إلى الإسلام وهم يمثلون 90% من النصارى الأقباط وكان عدد القبائل الإسلامية لا يساوى ثمن الشعب المصري في ذلك الوقت حتى بلغ النصارى الأقباط في مصر 10 مليون نسمة في حين إن عدد المسلمين 75 مليون نسمة فهل تتبع الأغلبية الأقلية أم العكس.
الشريعة الإسلامية ليس معناها إقامة حد الرجم أو قطع اليد ولكن المقصود إقامة قوانين مدنية لا تعترض مع الشريعة الإسلامية مثل المعارضة على تصنيع لحم الخنزير وبيع الخمور وفتح خانات للفسق والفجور ولعب القمار والوقوف ضد الربا الفاحش كل هذه الأشياء إذا صدر بها قانون لإباحتها عيانا بيانا فالشريعة الإسلامية تقف أمامها بالاعتراض ومن ثم إذا سنت قوانين تعارض الشريعة تسقط أمام المحكمة الدستورية العليا وإذا تركنا تلك المرجعية لوجدنا الآلاف من القوانين التي تطبق ولكن ليست للمصلحة العامة ولكن لمصلحة الخاصة أو لفئة بعينها.
من هنا يقول المنطق و العقل لقد أوصى رسول الله وخاتم النبيين بأهل الذمة وبغير المسلمين خيرا وعاش النصارى مع المسلمين جنبا إلى جنب وعهود ألامان المحفوظة بدير سانت كاترين شاهدة على ذلك ووجدوا معاملة كريمة من المسلمين ،عكس معاملة الغرب المتعصبة للكثلكة فأذاقوا نصارى المذاهب الاخري ويلات العذاب بمحاكم التفتيش بأسبانيا ولشبونة والبرتغال حيث التطهير العرقي والحرق والتنكيل والتعذيب لمجرد تغيير المذهب وليس تغيير الديانة ولاتهامهم بالهرطقة وحيادهم عن للكثلكة كما لم ينجو المسلمون واليهود بالأندلس.
فالدين الاسلامى يدعوا إلى السماحة ومصر الأزهر مصدر الدعوة إلى العالم اجمع وكيف لبلد مسلم له مكانة في قلب العالم الاسلامى لا يستطيع إن يتخذ من الدين نظام يميزها عن الأخريات من الدول التي تتخذ المسيحية دين رسمي لها .
حسين الشندويلى
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق