الاثنين، 16 مايو 2011

اساسيات التحضر

حسين الشندويلي
شباب مصر : 18 - 04 - 2011

لقد سبقتنا العديد من الدول في العلوم والتكنولوجيا ليس لان مناهجهم العلمية اقوي من مناهجنا ودراستهم اعمق من دراستنا فهناك المدرسة الامريكية والمدرسة الغربية والمدرسة اليابانية ليس الحل في تطبيق المنهج الملائم ولكن المشكلة اكبر من ذلك انها أزمة الضمير و الاخلاق ولكن كيف يتحول المجتمع الي مجتمع مبني علي الصدق والامانة؟ وهن من اهم سمات الحضارة السابقة علي التحضر .
فلا يتصور وجود برج متعدد الطوابق دون اساس, ولايتخيل وجود حضارة دون اخلاق فاساسيات الحضارة: الاخلاق والعلم مجتمعين.
فالمجتمعات الغربية استخدمت اخلاقيات الدين واهمها ممنوع الغش و الكذب و الرشوة و شعارهم التحلي بالصدق والامانة ممزوجة بالتفوق العلمي و التكنولوجي والانتماء الي الوطن اولا واخيرا .
ان اساس الحضارة اخلاقياتها ومن هذه الاخلاقيات تنبثق من بين جنباتها الحضارة المادية هكذا كانت الحضارات السابقة جميعها .
كذب من قال: ان التحضر سابق للادب والاخلاق, وان تقدم المجتمع اساسه التكنولوجيا،هذا قول عار من الصحة فالنظرية الحضارية تقول: ( اخلاق + نهضة علمية وتكنولوجية = حضارة )
فالحضارة دون اخلاق سابقة عليها لاقيمة لها ومن ثم تتحقق نظرية الانهيار : ( تكنولوجيا + انهياراخلاقي = انهيار )
ومن ثم يضع العالم الغربي العالم الثالث نصب عينيه حتي لا تقام له قائمة بتطبيق المعادلة الاخيرة وهي:
( تخلف علمي + انحطاط اخلاقي = ظلام دامس )
اذن صدق شيخ الاسلام محمد عبده في مقولته عندما سافر الي فرنسا قال: رأيت اسلام بلا مسلمين وفي بلادنا مسلمين بلا اسلام .
لذا نجحت امريكا في جذب الاخرين اليها وسمحت لهم بحرية العقيدة علي ارضها حتي ولو تعارضت مع الدين الرسمي للبلاد لان المباديء الاخلاقية ان لم تكن دينا هي في الاصل اساس النبوغ والتفوق للامم، من ثم حافظت امريكا علي نفسها حتي الان فجميع الملل والنحل ببلادها يمارسون عقائدهم بحرية تامة ومن ثم تحققت المعادلة الاولي فكان التقدم والتحضر.
ان التحضر ليس باستيراد مساويء الحضارة ولكن بنقل اساسيات التحضر نقلا علميا مسبوقا باخلاقيات المجتمع الحميدة لذا كانت الدول النامية ليست دول مؤسسات بل هي دول افراد بمعني لاتقام الحضارة علي اكتاف النابغين من علماءهم فقط ولكن هم ترس من آلاف التروس العاشقة والمعشوقة في بلادهم فلا يكتب لهم النجاح ومن ثم يصبحون تروسا مجددة للحضارات الغربية بالهجرة .
لذا تحارب الدول العظمي كل دولة نامية تريد تطبيق اخلاقيات الدين ابتداء بالضغوط الاقتصادية وانتهاء ًبالحرب الشاملة ومن ثم تعطل المعادلة الاولي باستخدام المعادلة الثالثة ولولا تطبيق السودان للشريعة ما انفصل الجنوب او وجد تأييد للانفصال. فالسودان طبق الاخلاقيات الاسلامية فكان الاساس الذي يبني عليه الحضارة وفصل الجنوب اساسه عدم استغلال السودان للموارد المؤهلة لقيام الحضارة.
كذلك استخدمت المعادلة الحضارية في القضية الفلسطينية الاسرائيلية فحركة حماس ذات صبغة يمينية حادة اذا ما اعلنت الدولة في عهدها؛ ستسبب مشاكل خطيرة لمصالح الغرب لذا لوكانت حماس حركة يسارية معتدلة لاقيمت دولة فلسطين منذ زمن بعيد ومن ثم تحققت المعادلة الاخيرة
كذلك محاربة الغرب للنظام الايراني لان اساسه الثورة الدينية الايرانية ،ومحاربة الغرب لكوريا الشمالية لتطبيقها للنظم الشيوعية المناهضة للنظم الرأسمالية ومن ثم محاولة هدم النظرية الاولي بالدولتان السابقتان باستخدام المعادلة الاخيرة وان لم تنجح فالخيار العسكري والحصار الاقتصادي السبيل الوحيد للقضاء عليهم .
فاعداء الغرب هما الاسلام والشيوعية وتطبيق اي منهما في بلاده سيسبب خطورة للمصالح الامريكية والغربية لذا ينجح الغرب في ضرب كل دولة تحاول تطبيق اخلاقيات الحضارة بشتي الطرق وان الحروب الحالية يقودها المفكرون والمستشرقون باقلامهم.
حسين الشندويلي
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق