الاثنين، 16 مايو 2011

الثورة البيضاء و القضاة

حسين الشندويلي
شباب مصر : 23 - 04 - 2011

ان آمالنا وآمال شباب الثورة البيضاء معقودة علي الهيئة القضائية، وعلي القضاء العادل الحكم علي الفساد المستشرى في عهدالرئيس السابق، واركان نظامه المبني علي الظلم والطغيان والاستبداد.
الهيئة القضائية الان مستقلة كل الاستقلال عن جميع الضغوط و المؤثرات السابقة وخاصة جهاز التصفية الجسدية المسمي بأمن الدولة الذي يطول كل مسئول مهما كانت درجته ووظيفته لم يتعاون مع النظام.
يعمل القضاء اليوم بحرية تامة في ظل الثورة وحماية القوات المسلحة دون ضغوط من احد وعلي القاضى مراعاة ضميره فأذا ما نجي القاضى من عذاب الدنيا فلن يرحمه الله في الاخرة.
يذكر ان عمر ابن هبيرة اراد ان يولى أبا حنيفة القضاء ، فأبى ، فحلف ابن هبيرة ان يضربنه بالسياط وان يسجننه ، فضربه حتى انتفخ وجه ابي حنيفة ورأسه من الضرب .
فقال :الضرب بالسياط في الدنيا اهون علىّ من الضرب بمقامع الحديد في الاخرة.
قد وردت ابيات في عهد ابى بكر الصديق تحذّر القاضى من المداهنة واستغلال سلطاته في اصدار الاحكام تقول:
أذا خان الأمير وكاتباه : وقاضى الارض داهنَ في القضاءِ
فويل ثم ويل ثم ويل : لقاضى الارض من قاضى السماء
فليعلم النائب العام وجميع القضاة ان الله رقيب عليهم وان ارواح الشهداء معلقة في رقابهم الي يوم الدين و سوف تقتص منهم في الآخرة اذا ما خالفوا ضمائرهم وخالفوا القسم .
عن أنس رضي الله عنه عن النبى صلي الله عليه وسلم قال :" القضاة جسور للناس يمرون علي ظهورهم يوم القيامة"
كي تنجح الثورة فلا بد من التطهير ، حتى يتعظ كل ذو منصب وليعمل الف حساب لكل خطوة يعملها وليعلم ان هناك خمسة وثمانون مليون رقيب علي اقواله وافعاله؛ حتى لا يفرح بالمنصب؛ لانه سيكون تحت المساءلة في اي لحظة .
ان أغواء القضاة كثيرة قد تكون بالرشوة او بالجنس ، يذكر ان امرأة بارعة الجمال تقدمت بمظلمة الي قاضي يسمي الشعبي فأدعت عنده فقضي لصالحها وهي ظالمة، فقال هذيل الاشجعى فيه ابيات:
فُتن الشعبىّ لما : رفع الطرف إليها
فتنته ببنان : كيف رؤيا معصميها
ومشت مشياً رويداً : ثم هزت منكبيها
فقضى جوراً علي الخصم : ولم يقض عليها
فما بالنا نحن الان وعوامل الاغراء والاغواء كثيرة وان الجناة لديهم المليارات من الاموال يريدون التضحية بها في سبيل الحرية، رحمة الله بالقضاة وكان الله في عونهم.
حسين الشندويلي
رئيس مكتبة الابحاث
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق