الاثنين، 16 مايو 2011

سماحة الاسلام مع غير المسلمين

حسين الشندويلي
شباب مصر : 09 - 05 - 2011

ما اعظم سماحة الاسلام مع غير المسلمين ، لقد تمتع اهل الذمة بأزهى عصورهم فى ظل العصر الاسلامى.
الذمة هي العهد والامان والمنتفعون بالعهد يسمون بالذميين وهم أهل الكتاب ومن لا كتاب لهم مثل المجوس .
امرنا نبينا الصادق الامين بألا يجبر احد من النصارى او اليهود على ترك دينه فقد كتب الى عامل له فى اليمن :" من كان على يهودية أو نصرانية فلا يفتن عنها"رواه البيهقى 9/194
ان ما يتصل بالشعائر الدينية من عقائد وعبادات وما يتصل بالاسرة من زواج وطلاق فلهم فيها مطلق الحرية تبعا للقاعدة الفقهية" اتركوهم وما يدينون.
قد اوصى ابو بكر خليفة المسلمين اسامة بن زيد لما وجهه الى الشام بالوفاء والرحمة لمن يعاهدهم و بترك الرهبان احرارا فى أديارهم وصوامعهم وقال: " لاتخونو ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة ولا بعيرا واذا مررتم بقوم فرغوا انفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا انفسهم له"
كما عاهد خالد بن الوليد اهل الحيرة على الا يهدم لهم بيعة ولا كنيسة ولا قصرا يتحصنون فيه وعلى الا يمنعوا من ضرب نواقيصهم او اخراج الصلبان فى يوم عيدهم .
من سماحة رؤساء المسلمين ان راي امير المؤمنين عمر بن الخطاب يهودى ضرير البصر يسأل فقال له عمر ما الجأك الى هذا قال: اسأل الجزية والحاجة والسن فأخذه الى منزله فرضخ له بشىء من المنزل ثم ارسل الى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه فوالله ما انصفنا ان اكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم انما الصدقات للفقراء والمساكين ووضع عنه الجزية وعن ضرباءه"
هذا هو الاسلام وقد تمتع اهل الذمة بالحرية الدينية والفكرية حيث تركوا بعض المؤلفات خصصت للرد على المسلمين و اليهود فى بعض المسائل فى صدر الاسلام وهذا يدل على سماحة الاسلام وان هناك حوار بين اهل الاديان.
كما كان منهم المؤرخين مثل جرجس ابن العميد صاحب كتاب تاريخ الايوبين وفي مجال الطب اشتهر اسعد بن جرجس المطران الذى اعتنق الاسلام على يد صلاح الدين.
ان الامثلة كثيرة على سماحة الاسلام مع اهل الذمة وما اكثر الاحاديث لذا يجب ان نتعاون جميعا مسلمون ونصارى للخروج من نفق الفتنة المظلم وان لا نترك الفرصة لاعداء البلاد التدخل فى شئون البلاد فالدين لله والوطن للجميع.
ان الخلافات الداخلية من السهل حلها في حدود القانون والدستور وان التعصب الاعمى يودى البلاد الى الهاوية والتهلكة وهذا ما يريده اعداء البلاد حتى نتوقف ونترك الاهداف السامية للثورة البيضاء و التى فى مقدمتها مواكبة التقدم العلمى والحرية والديمقراطية لرخاء وازدهار الوطن .
ان الاقليات الدينية بمصر لا تمثل عشرة فى المائة من الشعب ومن الصعب ان تجعل البلاد تسير على نهجها وافكارها فمصر اسلامية منذ اربعة عشر قرن من الزمان وما زالت اسلامية وستكون فى مقدمة الامم بفضل الاسلام لان الاسلام حضارة وتاريخ وتقدم ليس هذا معناه تطبيق الحدود والجزية وهذا مفهوم خاطىء للاقليات، ولكن الاستعانة بأخلاقيات الاسلام فى التقدم والتحضر لذلك لم يحدث فتن طائفية على الاطلاق على مر العصور الاسلامية السابقة؛ لسماحة الاسلام و عظمته.
الاسلام دين السماحة والهداية وان ما حدث فى امبابة خروج على الشرعية ولا يصدر الا من بلطجية النظام السابق لاثارة الفتنة وتعويق الديمقراطية و لهدم الثورة ورجوع النظام السابق بما فيه من قيود واغلال وهذا ما لايرضاه الجميع فبقاء النظام معناه الاستعباد والذل وسيخرج من عباءته من لا يرحم هذا الوطن .
ان مصر على اعتاب المجد والهاوية فأستثمروا ثورتكم ولا تضيعوها ومن ثم لا تتركوا الحيات والافاعى تخرج من جحورها لتقلب حال البلاد لصالح اعداء البلاد فهم قلة لا يهمها سوى مصلحتها الشخصية ويكفى شرفاً ان رؤوسها فى انتظار مقصلة العدالة .
ان تطبيق المادة الخاصة بالدين الاسلامى دين الدولة لا تثير الفتنة ؛ لان الاغلبية مسلمة وليس معناه تطبيق الشريعة الاسلامية فالمادة قائمة ولكن غير مفعلة منذ زمن بعيد، كما ان الجماعات الاسلامية لن ولم يرشحو انفسهم فى انتخابات الرئاسة بل يريدون مشاركة سياسية فقط لتقدم البلاد والنهضة بها فلا داعى لاثارة الفتن فنحن جميعا فى بوتقة واحدة وعلى جبهة واحدة وعلم واحد وجسد واحد ونيل واحد و رب واحد.
حسين الشندويلى
رئيس مكتبة الابحاث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق