الاثنين، 16 مايو 2011

القرصنة الصومالية الى اين

حسين الشندويلى
شباب مصر : 28 - 04 - 2011

ما أكثر أفلام القرصنة علي شاشات هوليود،كانت بمثابة أفلام الاكشن لايصدقها عقل، ولكن ألان نؤمن بعودة القرصنة البحرية.
يعود تاريخ القرصنة البحرية إلي الوقت الذي بدا فيه الإنسان ممارسة الملاحة البحرية منذ أقدم العصور، فمخاطر البحر لاتقتصر علي الأنواء والأعاصير العاتية، بل شملت أيضا الوقوع في الأسر، والسلب بفعل القراصنة.
يقع الاعتداء الإجرامي عادة عندما تكون السفينة المعتدي عليها راسية في الميناء، أو سائرة بسرعة بطيئة في المناطق البحرية، التي يلزم فيها تهدئة السرعة، وانشغال أفراد الطاقم كله عند المضايق والممرات الضيقة، بما يسمي باستغلال مناورات الملاحة ، حيث يتسلل بعض شركاء القراصنة إلي السفن الراسية ،ويختبئون ثم يظهرون فجاءه في عرض البحر؛ إنذارا لشن الهجوم؛ ولمد يد العون لزملائهم القراصنة القادمين في زوارق سريعة، حيث يتسلقون متن المراكب من أطرافها أو مؤخرتها مستخدمين الكابلات أو العصي الطويلة أحيانا ولا يهمهم حجم المراكب أو سرعتها والمهاجمون علي علم تام بهندسة السفن وطبيعتها وقيمة حمولاتها.
الأمر الذي يبث الرعب والشك هل حصلوا علي دورات مكثفة في الملاحة أم عملوا علي ظهور المراكب من قبل وتمت تصفيتهم أثناء الأزمة الاقتصادية العالمية بل تطورت وسائلهم فصاروا يستخدمون الأسلحة الثقيلة والزوارق السريعة المتصلة بالأقمار الصناعية كما في الصومال حالياً .
عرّفت الأمم المتحدة القرصنة في معاهدتها لقانون البحار سنة 1981 بأنها: إي أفعال تنطوي علي عنف غير قانوني أو احتجاز أو أي فعل سلب يتم ارتكابه لأغراض خاصة في عرض البحر"
وبتعبير أخر كما يقول فقهاء القانون هي ارتكاب عمليات سطو مسلح في البحار للنهب والأسر للمصلحة الخاصة للجناة.
أن القرصنة بالصومال لا تحاسب فيها الدولة كما يذهب المفسرون وإنما هي ناتجة عن أشخاص استغلوا الفوضى بالبلاد بعد إن عم فيها الخراب والفساد لتحقيق مكاسب مادية شخصية.
إن استقرار الصومال وأمنه واستعادة استقلاله والحفاظ علي وحدته الوطنية هي الضمانة الوحيدة للقضاء علي القرصنة وان صمت أمريكا والدول الغربية فيما يجري بالصومال يرجع لأسباب سياسية أهمها محو الإسلام من الخريطة الإفريقية ومنع انتشاره بوسط وجنوب أفريقيا وستستمر أزمة الصومال حثي تتحول إلي المسيحية أو العلمانية المطلقة فالصومال البوابة الرئيسية للتدخل الغربي الأمريكي والمصالح الصليبية والصهيونية تحتم تواجدهم الفعلي لتنصير وتهويد الأفارقة والتخطيط المستقبلي لامتصاص ثرواتهم إضافة إلي بناء القواعد العسكرية لتامين أنفسهم من مخاطر الوسواس القهري فهم مصابون بفوبيا الإسلام ونوبيا الحجارة والنعال.
إن القرصنة بالصومال ذلك الخطر الذي يهدد القارة السمراء بأكملها سيسمح للغرب بالتدخل الفعلي ومن ثم تحقيق مخططاتهم وعلي قائمتها فصل الجنوب عن شمال السودان و الحقيقة المرة ستكون إفريقيا المحطة النهائية و لعبة الغرب في العقود التالية ، قد ضاقت بهم الأرض بما رحبت،فوجدو متنفسهم في القارة السوداء المسالمة حسب التمييز الغربي العنصري.
حسين الشندويلى
رئيس مكتبة الأبحاث
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق