الاثنين، 16 مايو 2011

شباب ثورة الحكماء

حسين الشندويلى
شباب مصر : 25 - 04 - 2011

ما أعظم شباب الثورة وما أجمل الصدق مع النفس حين كنا نختلي بأنفسنا وقت السحر في قلب ميدان التحرير نفترش الأرض ونلتحف بالسماء في ليالي الجُمَع نبكي علي ما وصلت إليه حال البلاد من فساد وشر وعنف من النظام السابق بجبروته وعنفه ووحشيته فنتضرع إلى الله ليوفق ثورتنا البيضاء الخالدة .
إن عماد الثورة الشباب وبه تستعيد الدولة أمجادها و عافيتها وتكتمل نهضتها ونضجها ويعلو شأنها فهم ثروة مصر فبدونهم ما كان بناء الأهرامات وما حفرت قناة السويس وبسواعدهم خرج الهكسوس من مصر وبقوتهم قضينا علي المغول على حدود مصر وقهرنا الجيش الذي لا يقهر .
حينما نستمسك بالأخلاق والفضائل يكون التحضر والانفتاح والتقدم ومن ثم استمرت الحضارة الإسلامية زهاء بضعة قرون واخذ الغرب عنا بهاريزها ووقفوا على ما كنا عليه وأقاموا نهضتهم العلمية فغزوا الفضاء وتوصلوا إلى الذرة وأحدثوا طفرة علمية في الطب والزراعة والهندسة بفضل ما وصل إليه علماؤنا العرب.
وهنا بضعة نصائح ذكرها احد السلف الصالح لابناءه قال فيها:
يا بني أوصيكم بتقوى الله في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقر والعدل في الصديق والعدو والعمل في النشاط والكسل والرضا في الشدة والرخاء يا بني ما شرّ بعده الجنّة بشر، ولا خير بعده النار بخير، وكل نعيم دون الجنة حقير، وكل بلاء دون النار عافية، يا بني من أبصر عيب نفسه اشتغل عن غيب غيره، ومن رضي بما قسم الله له لم يحزن علي ما فاته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن حفر لأخيه بئراً وقع فيها، ومن هتك حجاب أخيه هتكت عورات بنيه، ومن نسى خطيئته استعظم خطيئة غيره، ومن أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر علي الناس ذل، ومن خالط الأنذال احتقر، ومن دخل مداخل السؤ اتهم، ومن جالس العلماء وقر، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر خطؤه وقل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار، يا بني الأدب ميزان الرجل، وحسن الخلق خير قرين، يا بني العافية عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت إلا عن ذكر الله تعالي، وواحدة في ترك مجالسة السفهاء، يا بني زينة الفقر الصبر، وزينة الغنى الشكر، يا بني لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعز من التقوى ولا شفيع انجح من التوبة، ولا لباس أجمل من العافية.
أذا التزم شباب الثورة بهذه النصائح ستكون مصر من الدول العظمى في بضعة سنين فالموعظة جند من جنود الله تعالى و مثلها مثل الطين يضرب به على الحائط إن استمسك نفع وان وقع أثر، فإن العاقل يتعظ بالأدب ، والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب يقول الجاحظ:
وليس بزجركم ما توعظون به : والبُهم يزجرها الراعي فتنزجر
أيها الشباب إن عقولكم لكبيرة وان حماسكم يفوق الجبال قوة وطولا وان عزيمتكم وإصراركم تفوق البحار هياجاً فأنتم حكماء وعلماء هذا العصر، انتشروا في المكتبات واقتلوها بحثاً وتعاملوا مع الشبكة الدولية للمعلومات واجعلوها في خدمة البحث العلمي و لا تجعلوها عليكم فالخير والشر بداخلها واستردوا حضارتكم المسلوبة من فيه الغرب واجعلوها تحت إقدامكم وفي عقولكم وقلوبكم واجعلوها شاغلكم الأعظم.
قال الشافعي رضي الله عنه:
أخى لن تنال العلم إلا بستة : سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاءُ وحرص واجتهاد وبلغةُ : وصحبة أستاذٍ وطول زمان
حسين الشندويلى
رئيس مكتبة الأبحاث
هيئة قناة السويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق